المقدمة
الموضوع
1- الفرع البيلوزي
2- الفرع التانيسي
3- الفرع المنديزي
4- الفرع الفاتميتي
5- الفرع السبنيتي
6- الفرع البيلوبيتي
7- الفرع الكانوبي
الخلاصة
قائمة المصادر والمراجع
المقدمة
دلتا النيل هي الأقليم الأكثر تقلبا على مر التاريخ المصري، تبديلات عديدة ومعقده توالت علي مر عصور التاريخ المصري القديم، فروع عديدة انقرضت واندثرت ولم يبقى منها غير فرعي دمياط و رشيد، ولفهم هذا التطور المتتابع في العصور القديمة نعرض بإيجاز، ثلاث مراجع عظيمة في هذا الصدد، وهذه المصادر هي المؤرخ هيرودوت (القرن 5 ق.م) - المؤرخ استرابون (القرن 1ق.م) - الجغرافي بطليموس (القرن 2ق.م).
هناك إجماع ولو طفيف بين الثلاثة مصادر، ولكن الاختلاف في بعض الأسماء والمواقع، فقد ذكر هيرودوت سبعة فروع للنيل في الدلتا، و استرابون ذكرهم سبع فروع مع تباين طفيف في الأسماء والموقع، ولكن بطليموس الجغرافي كان له رأي أخر، فوجد في خريطته الحقيقية التي رسمها بخط يده، تسع فروع للنيل في الدلتا وفرعا يقسم الدلتا عرضيا ويربط بين التسع فروع للنهر، وربما يكون فرع صناعي شق في مصر خلال الحقبة الفرعونية لتيسير عملية الري ونقل المياه لكل أراضي الدلتا الزراعية، والتخلص من مياه الفيض الزائدة بالانتفاع بها .
الفروع القديمة اختفت ولم يوجد حاليا سوي فرعين (رشيد ودمياط) غير أن فرع دمياط في طريقه للاندثار بسبب كثرة الأرسابات النهرية به والتي تكون الكثير من الجزر فيه غير أهماله وعدم قيام الجهات المسئولة بعمليات التطهير وهذه الفروع القديمة هي:-
1-الفرع البيلوزي
2-الفرع التانيسي
3-الفرع المنديزي
4-الفرع الفاتميتي
5-الفرع السبنيتي
6-الفرع البيلوبيتي
7-الفرع الكانوبي
وسوف ترتكز دراسة هذا البحث على هذه الفروع الدلتاوية القديمة بشيء من التفصيل
الموضوع
يري هيرودوت أن الدلتا مستحدثة الإنشاء، كما يري المصريين لم يكن لهم وطن أصيل، ولكنهما تدفقوا الي الدلتا من الجنوب الى الشمال بعدما اكتملت الدلتا بعد تراكم طمي وغرين النيل، و هذا هو السبب في ذكر هيرودوت ل مقولته المشهورة (بان مصر هبه النيل ) وهي ما يحتج عليها استرابون فيقول هكذا فان هيرودوت كان مصيبا عندما قال ان مصر هبه النيل وان كان هذا غير صحيح فانه ينطبق على الدلتا.
ويري الجيولوجيين المحدثين ان الدلتا كانت جزء من البحر الأبيض المتوسط في الاصل، ولكن نهر النيل اقتطعها من البحر من خلال عمليات ترسيب الطمي او الغرين على طول الزمان فأصبحت الارض ترتفع تدريجيا عن مستوى سطح البحر، وساعد النيل العظيم علي ذلك كلا من
1- ضعف التيارات البحرية في البحر المتوسط ولكنها موجودة وبالدليل العصور علي طمي النيل في سواحل الدول الأخرى
2- قلة عمق الخليج
3- كثره الرواسب الغرينية لنهر النيل ففي أواخر عصر البلايوسين انخفض تدريجيا مستوى سطح البحر وتزايدت كميات الرواسب النيلية فظهرت الدلتا في هذا العصر ثم تتابعت العصور الجيولوجية الى ان وصلت الدلتا في العصور الباكرة الى هيئتها الحالية
و كانت الدلتا عباره عن مستنقعات جافه في العصور المبكرة، لكنها كانت اغنى المناطق المصرية وأزيدها اكتظاظا بالسكان، وتسببت تربه الدلتا الغرينية في فقد الوثائق البريه التي يعتمد عليها المؤرخين في تفسير الاحداث التاريخية
وصف هيرودوت الدلتا قائلا وهي كما يقولون تمتد من البحر حتى مدينه كركاسوروس ومن هذا الموضع يتفرع النهر الى فرعين هما الفرع البيلوسي أو البيلوزي و الفرع الكانوبي، كما يتضح ذلك من الخريطة التالية
لكن ديودوروس الصقلي وضع وصف لشكل الدلتا قائلا أنها تتشابه في الشكل مع جزيره صقليه وطول كل جهة لهما 750 استاديون ويبلغ طول قاعدتهم على البحر 1300 استاديون
أما عن وصف استرابون ل الدلتا فقد قال ( ان البحر وفرعي النهر هما الجزيرة التي يطلق عليها دلتا لأنها تشبه الحرف اللاتيني دلتا اذا نظرنا اليها من الشمال كما فعل الاغريق لانهم جاء من الشمال
وقد اتفق كل من (هيرودوت و ديودوروس الصقلي و استرابون)علي ان تتحول الدلتا في وقت الفيضان الى بحيره بها بعض المستوطنات المنشأة على تلال طينية او متاريس بها مدن، وكان النيل يرمي مع كل فيضان حمولة جديدة من الغريين علي الدلتا فتتكون الدلتا علي هيئة الجزيرة في هذا الوقت وبها قنوات كثيره صالحه للملاحة، وهي من اخصب وأفضل الأراضي المصرية الصالحة لقيام الزراعة
يقول استرابون ان الدلتا مزدحمة بالبحيرات وبها كثير من القرى ، فقد تقع البحيرات والمستنقعات الكبيرة والمنتشرة بين الفرع التانيسي والبيلوسي وبهم كثير من القرى
رأس الدلتا تظهر شمال (ممفيس) والتي هي الأن ميت رهينه قرب مركز البدرشين بمحافظه الجيزة ولم يتمكن السكان من الهيمنة على مياه النيل خلال فترة الفيضان وحتى القرن ال20 مما ترك أثر على الدلتا والوادي فلقد تغيير مجرى النيل ومستوى الأرض
يرى البعض ان هيرودوت بالغ في تعيين طول الدلتا من الشمال الى الجنوب 1500 استاديون أي ما يعادل 287 كيلو متر ، ولكن في الحقيقة يزيد عن ذلك بكثير ومن المتوقع ان ساحل الدلتا الشمالي في عصر هيرودوت كان شمال خط الساحل الحالي
ولكن استرابون قال أن الدلتا تبعد عن ممفيس بقرابة 29 كيلو متر ومن الملحوظ ان رأس الدلتا في العصور الفرعونية كانت عند مدينة ممفيس واستمرت في التراجع الي الشمال حتى قاربت من كركاسوروس في القرن الخامس قبل الميلاد، واستمر هذه التغيرات عبر القرون فتارة شمالا وأخري جنوبا حتى استقرت راس الدلتا عند جزيره الشعير كما هو واضح من الخريطة التالية
فروع دلتا نهر النيل القديمة
يكلمنا هيرودوت عن فروع نهر النيل فيقول (يسير النيل حتى مدينه كركاسوروس في خط واحد ثم عند هذا الموضع ينقسم النهر الى ثلاثة فروع يسمي واحد منهما اسم الفرع البيلوزي(البيلوسي) ويتجه ناحية الشرق وفرع ثاني يسمي الفرع الكانوبي ويطلق على اقرب الفروع في الحجم وشهرته الفرع السبنيتي كما يوجد فرعان يتفرع من السبنيتي الى البحر هما الفرع السايسي والفرع المنديسي كما يوجد فرعان صناعيان هم الفرع البولبيتي والفرع البوكولي
بينما يري ديودوروس الصقلي، ان نهر النيل يصب في البحر على شكل 7 مخارج ، وهما من الشرق الفرع البيلوزي والثاني الفرع التانيسي ثم المنديسي فالفاتنيتي والسبنتي ثم البولبيتي وختاما الكانوبي الذي يعرفه البعض بالهرقلي
يذكر استرابون أنه يوجد فرعان للنيل واحد منهم يسمي البيلوسي والأخر الكانوبي ويحصران بينهما 5فروع أخري
1- الفرع البيلوزي (البيلوسي) كان يطلق عليه القدماء( مياه الشمس) وكان يقع علي ضفاف هذا الفرع مدينه بوباسطيس لذلك كان يسمي بالفرع البوباسطي وبقايا هذا الفرع حاليا تسمى قناه ديدمون شمال فاقوس ، وبداية الفرع من اقصى شرق الدلتا ليصب عند الفرما لذلك سماه العرب بفرع بلده الفرما، ويبدا خط سير هذا الفرع من قناه ابو منجة وهي الترعة التي تصب في مياه البحر بالقرب من سهل الطيني ثم ميت حلفا من الجزء الشرقي لجزيره الوراق بطول القناه الشرقية حتى مدينه شبين القناطر مرورا بتل اليهودية فقناه الخليلي و يندمج مع قناه ابو الاخضر عند ميت بشار ليدور شرقا مارا بشمال تل بسطه و صفط الحنه (فاقوس) و قريه كفر عزاز ثم يمر بجانب قريه الصالحية مارا بأطلال تل الضبعة او تل البركة فقناه سمنه مرا بتل الرافعين ثم قوم دفنا حتى يتجه شرقا الى تل الفرما ليقابل البحر بعد سبعة كيلومترات شمال شرق الفرما ولقد كان الفرع البيلوزي صالحا للملاحة في عصر الاسكندر و توجد بقايا من الفرع حاليا في محافظه الشرقية بجانب قريه تل بسطة شمال بلبيس ويقع بين الفرع التنيسي وخليج السويس
2-الفرع الكانوبي كان الفرع الغرب من فروع النيل في أقصي الغرب ويصب عند كانوب -بجوار منطقة ابي قير الأن- ويمثل الفرع الحد الغربي من الدلتا او مصر السفلى ، وقد سميا بالفرع الكانوبي
نسبه الى مدينة كانوب التي يصب عندها ويبدا الفرع عند ابو الغيط فشلقان فأبي رقيه فمنوف بطول فرع رشيد فقرية رشيد ثم قرية زيات البحر حتى يصل شرقا الى مدينه نقراطيس كوم جعيف او تل نقراش الأن الى ماء قناه ابي دياب فقريه جامباوي بدمنهور ثم يندمج بقناه المحمودية حتى بحيره قارون وشيديا ثم يمر بابي قير بين كوم ذهب وكوم الطرفاية حتى يصل الى كوم الاحمر عند الطابية الحمراء بابي قير وتقع جنوب شرق ابي قير، ويري بول أن الفرع الكانوبي من مدينه نقراطيس ويتجه الى قريه ترابمباي ثم قناه الخطاطبة فالمحمودية ثم بركه الغطاس ولا يختلف الوصف بعد ذلك عن ما سبق
ويروينا استرابون عن مصب الفرع الكانوبي فيجد المرء مدينه هراقليون وبها معبد هرقل ثم المصب الكانوبي ، وموقع هراقليون الان هو الكوم الاحمر ويقع مصب الفرع الكانوبي عند سطح تل الكوم ويظهر المصب ويظهر المصب في قاع مياه الخليج بمجريين يمتدان من الكوم الاحمر الى قرب جزيره أبي قير
3-الفرع السبنيتي يصف هيرودوت هذا الفرع فيقول( ولكن الفرع المستقيم للنيل الذي يجري عابر زاويه الدلتا يقسم الدلتا من الوسط حتى البحر، ويعد اوسع الفروع واكثرها شهره ، كما يجري هذا الفرع من جنوب جزيره الوراق نحو الشمال الغربي حتى قريه كفر اليم ثم يندمج بفرع دمياط الحالي حتى شبرا اليمن جنوب سمنود ب 4 كيلومترات، ثم يدور نحو الجنوب الغربي مارا بشبرا بابل نيشال قلعين في فشعبس عمير ثم يتجه شرقا عند تل الفراعنة وبعد ذلك يدور باتجاه الشمال الشرقي ليصب في البحر عند بحيره البرلس بالقرب من قريه البرج .
4-الفرع المنديسي وسبب تسميه هذا الفرع هو مدينه منديس) تل الربع الحالية ) ويبدأ جريان هذا الفرع من شمال بلدة ميت غمر حيث يجري في قريه البوهية فطماي الأمديد و تل الربع ثم يمر بقريه اشمون الرمان حتى يأخذ شكل مكان البحر الصغير الي ان يصب في بحيره المنزلة عند الديبة حيث تظهر اثار هذا الفرع عند الاتجاه نحو ترعة اشمون حيث فتحه الديبة التي تمثل الفرع حاليا وبعد جريان الفرع المنديسي في البحر الصغير يتجه الى قريه الجمالية ثم ينحرف شمالا ليصب في البحر المتوسط عند حلق الوصل وهي غرب راس البر الأن بحوالي 3 كيلومترات.
5-الفرع السايسي وقد اطلق عليه كل من هيرودوت و ديودوروس الصقلي هذا الاسم أما استرابون فسماه بالفرع التنيسي ويسمى بالسايسي نسبه الى سايس ((صا الحجر الأن)) و يقع شرق الفرع السبنيتي وينتهي قرب فتحة أشنوم الجحيل بالمنزلة غرب بور سعيد.
6-الفرع البوكولي سماه هيرودوت هذا الاسم لكن سماه كل من استرابون و ديودوروس الصقلي اسم الفرع الفانتيني وكان فرعا صناعيا وربما كان يتفرع من الفرع السبنيتي عند قريه شبرا اليمن ويتخذ مجري فرع دمياط حاليا ومن المرجح ان شكل هذا الفرع ظل كما هو حتى عصرنا الحالي وتكون على حساب الفرع البيلوزي والتانيسي وكذلك المنديسي والتغير الوحيد هو ان فرع دمياط يتفرع عند كوم اشفين بدلا من تفرعه قديما عند الوراق
7- الفرع البولبيتي وهو الفرع الصناعي الاخير وربما كان يتفرع من الفرع الكانوبي امام دمنهور ثم يجري في الاتجاه الشمالي الشرقي ثم شرقا الى الرحمانية فيجري مجرى فرع رشيد الحالي ويري طوسون ان هذا الفرع يندمج بعد دمنهور في فرع رشيد عند الرحمانية ، و يخرج من النهر عند زياد البحر، ويري بول فيري ان هذا الفرع يترك الفرع الكانوبي عند زياد البحر ليتخذ مجرى فرع رشيد وهو لم يكون هذا الفرع سوي ترعة حفرتها يد بشرية.
الخلاصة
نهر النيل العظيم لم تكون فروعه فقط ما نشاهدها الأن أي اثنين فقط (دمياط ورشيد) ولكن كانوا أكثر من فرع يقال 7 ويقال9 ليس مجالنا الأن لمناقشة العدد ولكن ما يهمنا أن ذهبت تلك الفروع؟؟
لقد اندثرت تلك الفروع واختفت بمرور الزمن بسبب تضافر عوامل عدة منها
1-الحروب والصراعات 2-حركات أرضية تكتونية3-تراكم الأرسابات وغيرها
4-أن الرواسب الرملية قامت بسد مصبات هذه الفروع
5-وهناك من يري أن أسباب الاندثار تكمن في البراكين والزلازل وحركة الصفائح التكتونية
وكانت هذه الفروع هي
البيلوزي (الفرما) البيلوسي البوبسطي الشرقاوية- أبو الأخضر- فاقوس
السايسي (الجميل)
المنديسي (رأس البر) أوالمنديزي
البوكولي (صناعي) الفاتميتي المصب الفاتنيتي
السبنيتي (بوغاز البرلس)
الكانوبي (أبوقير) قرب مدينة كانوب
لم يبقي من هذه الفروع سوي فرع دمياط ورشيد ودمياط في الطريق للاندثار والاختفاء
قائمة المصادر والمراجع
المرجع
المؤلف
دلتا النيل وفروعها القديمة في ضوء المصادر اليونانية من القرن الخامس قبل الميلاد حتى القرن الاول قبل الميلاد
دكتوره شرويت مصطفى السيد فضل مدرس بقسم الاثار والدراسات اليونانية والرومانية
كليه الأداب جامعه دمنهور
جغرافية حوض النيل
دكتور ياسر أحمد السيد الصعيدي
كليه الأداب جامعه دمنهور
جغرافية مصر الطبيعية
دكتور محمد مجدي تراب
كليه الأداب جامعه دمنهور
أسباب اندثار الفرع البيلوزي
دكتور محمد مجدي تراب
كليه الأداب جامعه دمنهور