أعظم جغرافي في التاريخ
أتدري من هو أعظم جغرافي في التاريخ بل أعظم خلق الله
وحبيب رب العالمين هو الحبيب محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم
كان النبي أعظم جغرافي وظهرت شخصيته الجغرافية في مواطن
كثيرة في المعارك التي خاضها ،وكان النبي يهتم كثيرا بالمكان قبل خوض المعركة مع
الكافرين ولتخطيطه الجيد للمكان ومعرفته الجغرافية به كان من أكثر العوامل فاعلية
في نصرة المسلمين
كان النبي صلى الله
عليه وسلم قبل البعثة له عده رحلات الى الشام وقد أسهمت تلك الرحلات في اتساع معارفه
الجغرافية اما شاهدها بنفسه اثناء رحلاته او باكتساب تلك المعارف من مجتمعه وبعدما
بعث عمل على الاستفادة من معارفه الجغرافية لخدمه دعوته فقد كان لمجتمع النبي
رحلات ذكرها القران الكريم (يقول الحق تعالي لإيلاف في
قريش ايلافهم رحله الشتاء والصيف فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وامنهم
من خوف)
بعد اضطهاد المشركين
للمسلمين الاوائل امرهم الرسول بالهجرة الى الحبشة والحبشة أرض تبعد مئات الكيلو
مترات عن مكة والذهاب اليها يتطلب ركوب البحر، فهل يعقل ان يرمي الرسول صلى الله
عليه وسلم بأصحابه المسلمين الاوائل الى التهلكة في مكان مجهول لديه
فالإجابة بالنفي
طبعا
وذلك يدل على معرفته
الجغرافية التامة بطرق الوصول اذ قال لأصحابه
(لو تفرقتم في الارض حتى يجعل الله لكم فرجا ومخرجا
مما انتم فيه) فقالوا (والى اين نذهب يا
رسول الله فقال لهم الى هاهنا فاذا بيديه الشريفة الى هذه البلاد )
كما ان هجرته الى
الطائف التي تبعد ستون ميلا عن مكة وعدم اصطحابه لدليل معه أثناء السفر يؤكد انه
كان عارف بالطريق ثم تأتي هجرته الى المدينة عندما سلك غير الطريق الاعتيادي الذي
كانت تسلكه القوافل وهو في هذه المرة اصطحب معه دليل ربما لعدم معرفته الكاملة بتفاصيل
ذلك الطريق
وفي المدينة بدا صحيفة
جديده أصبح للإسلام دوله وقد استفاد الرسول صلى الله عليه وسلم من موقع دولته الجديدة
التي تبعد عن مكة حوالي 245 ميلا للتعرض لقوافل قريش التجارية
في غزوه بدر الاولى
على الرغم من ان عدوه كرز بن جابر الفهري اغار على المدينة من ناحيه الجماء التي
تبعد عنها ثلاثة اميال اي حوالي 6 كيلو متر الا انه صلى الله عليه وسلم طارده حتى
مياه بدر التي تبعد عن المدينة سبعه ابرد اي حوالي 158 كيلو متر وذلك ليلقنه درسا بان المنطقة المحيطة بالمدينة كلها تحت اشرافه
وحمايته يتبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد سبر جغرافية المنطقة بين مكة والمدينة
واخضاعها لمراقبته كما ان سلوكه للطرق غير الاعتيادية في تحركاته تعكس مدى معرفته الجغرافية
وتسخيرها لتحقيق أهدافه
وفي معركه بدر الكبرى سنه 2 هجريه حرص النبي صلى
الله عليه وسلم على استكشاف جغرافية المنطقة قبل اتخاذ معسكره بها فضلا عن معرفه
اخبار عدوه فقبل ان يخرج من المدينة ارسل طلحه بن عبيد الله وسعد بن زيد يجمعان له
الاخبار وبعد مغادرته المدينة سلك طريق الصفراء باتجاه وادي بدر ومنها ارسل بسبس
بن عمرو يتحسس له الاخبار ويجمع المعلومات عن المنطقة المحيطة ببدر ثم لم يكتفى
بذلك فلما وصل قريبا من بدر خرج هو صلى الله عليه وسلم وابي بكر الصديق رضي الله
عنه لاستكشاف الارض وجمع المعلومات وبعد رجوعه الى معسكره ارسل دوريه استطلاعيه وعليه
فان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطي اهميه كبيره للتعرف على جغرافية المنطقة
التي كان ينوي انزال عسكره فيها ثم تاتي مهمه اختيار الموقع النهائي فقد كان هدف
الطرفين النزول عند بئر بدر وحاول كل طرف عن يسبق الاخر اليه ليستفيد منه دون خصمه
وهكذا بدا سباق حرب المياه وقد استطاع النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان جمع
معلومات تفصيليه عن المكان من دورياته الاستطلاعية أن يسبق خصمه الى مياه بدر فنزل
عندها جاعل المياه امامه
كان لانقسام رأي
المسلمين في احد اثر في سبق المشركين بالوصول الى ارض المعركة واختيار الموقع
الافضل جغرافيا نزلوا عند احد السفوح من جبل احد علي خمسه اميال من المدينة
وارسلوا أبلهم و خيولهم ترعي في مزارع الانصار حول المدينة اما النبي صلى الله
عليه وسلم فبعد ان اتخذ قرار الخروج لملاقات المشركين ارسل عدد من دوريات الاستطلاع
لدراسة ارض المعركة و اختيار الموقع المناسب و اخذ يتدارس مع اصحابه خيارين لاختيار ارض المعركة وهما ان يخرج اليهم فيكون
عدوه قد اختار الموقع الجغرافي الافضل واما ان يبقى في المدينة يتحصن بها اذ كانت الطبيعة
الجغرافية لها تساعد على ذلك وهو ما اشار به عبد الله ابن ابي راس المنافقين قائلا
يا رسول الله (كنا نقاتل في الجاهلية فيها ونجعل
النساء والذراري في الصياصي ونجعل معهم الحجارة والله لربما مكث الوالدان شهرا
ينقلون الحجارة اعدادا لعدونا او نشبك المدينة بالبنيان فتكون كالحصن من كل ناحيه)
ولكن يبدو ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يطمئن الى سلامه موقف عبد الله بن
ابي علي الرغم من انه كان يميل الى راية ولهذا قرر الخروج عندها لم يعد صلى الله عليه
وسلم من اتخاذ الخطط الكفيلة بتسخير الجغرافيا لتحقيق هدفه فأعطى ظهر عساكره لجبل
احد واستقبل المدينة اما المشركين فقد استدبروا المدينة واستقبلوا احد وهو ما جعل
الجناح الايسر لجيش المسلمين مكشوفا فوضع النبي صلى الله عليه وسلم على جبل قريب
منه قليل الارتفاع يدعي عينين عدد من الرماة واوصاهم قائلا (انضح الخيل عنا لا يأتون من خلفنا ان كانت لنا او علينا
)وبذلك احكم النبي صلى الله عليه وسلم خطته وقد ادرك ان الثغرة الطبيعية التي يمكن التسلل منها الى عسكره هو
جانبه الايسر ولهذا اخذ عهدا على الرماة (أن لا يفارقه
مكانهم قائلا اللهم اني اشهدك عليهم )وكما فعل في بدر فقد استدبر الشمس
فيما استقبلها المشركون وهكذا انهزم المشركون في الجولة الاولى من المعركة بفضل
حصانه موقع جيش المسلمين اذ الجبل احد من خلفهم والرماة من يسارهم وهم مستقبلون
عدوهم ولكن تخلي الرماة عن أماكنهم في تلك اللحظات جعل ميسره الجيش هدفا سهلا ممكن
التسلل عليه وهو ما حدث فعلا اذ استغل
المشركون انشغال المسلمين بالغنائم فتسللوا عبر جبل عينين بعد نزول اغلب الرماة
منه واحاطوا بالمسلمين وأوقعوا بالعديد منهم عندها امر الرسول صلى الله عليه وسلم
أصحابه بالانسحاب نحو سفح الجبل للاحتماء به وهي حركه رائعة اذ لو بقي المسلمين في
الوادي لتعرضوا للفناء وقد ادرك الرسول
صلى الله عليه وسلم بذلك وعندما احس المشركين بتوجه المسلمين الى الجبل للحصول على
موقع افضل اسرعوا بأرسال فرقه منهم الى السفح لتعلوا جيش المسلمين عندها سارع الرسول
صلى الله عليه وسلم بأرسال عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع مجموعه من المقاتلين
وتمكنوا من ردهم وبذلك تحسن وضع المسلمين في القتال بعد اعتلاءهم سفح الجبل وأيس المشركين من النيل منهم واكتفوا بما حققوا
وفضلوا الانسحاب
للتعرف علي دور الجغرافيا في غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم
قم بتحميل بحث مقدم من الدكتور جاسم ياسين الدرويش بالضغط هنا