لتحميل شيتات الأكسيل لأعمال المساحة والمكتب الفني . واتساب من هنا

Table of Content

ليون الأفريقي

سنقص عليك قصه (الحسن ابن محمد الوزان) الذي يعرف باسم ليون الافريقي
6 min read

كيف بدأت الكشوف الجغرافية لمجاهل قاره افريقيا قصه(ليون الافريقي)

 ماذا تعرف عن ليون الافريقي في هذه القصة سنقص عليك قصه (الحسن ابن محمد الوزان) الذي يعرف باسم ليون الافريقي ولد في غرناطة الأندلسية في الحقبة الأخيرة من حياتها الإسلامية حوالي سنه 893 هجريا 1488 ميلاديا ولما سقطت غرناطة في أيد الاسبان عام 1492 انتهت بذلك دوله الاسلام في الاندلس، فما كان من أسرة الوزان الا ان غادرت وطنها الاول غرناطة وعبرت مضيق جبل طارق الى المغرب واستقرت الأسرة بمدينه فارس المغربية فتعلم فيها النحو والادب والشعر والتاريخ والفلسفة والشريعة

ليون الأفريقي


بدا الحسن رحلات في انحاء المغرب وأواسط افريقية برحله رافق فيها عمه الى تمبكتو سنه 910 هجريا 1504 ميلاديا وكان عمره آنذاك 17 سنه وكان عمه قد ندب ليكون سفيرا لسلطان فارس الى سلطان تمبكتو وقدر للحسن ان يشهد في هذه المرحلة سائر ممالك افريقية الوسطى وحوض نهر النيجر وان يطلع على جغرافيتها واحوالها وكانت تمبكتو يومذاك في أزهر عصورها ،اذ كانت قاعده لمملكة كبيره واسعه تحكمها أسرة  (سونجاهي) وأتيح للحسن ان يطلع على مالك السودان الواقعة في تلك المنطقة وعددها 15 مملكة ومع انه كان صغير السن فقد وصف  الممالك التي مر بها وصفا دقيقا ولفت نظره ان حكام هذه الممالك وسكانها علي قدر كبير من الغناء والثراء وعندهم رغبه لإقامة العدل

وأنفق الحسن اعواما بعدها في التجوال في جميع انحاء المغرب شرقا وغربا وشمالا وجنوبا وهو يعيش احداثه ويدرس معالمه ويختلط بسائر قبائله وعشائره ويخترق اكثر مدن هو اقاليمه واشترك في كثير من الرحلات المغربية و السودانية التي اضافت الى مخزونه الثقافي والجغرافي ماده كبيره وتعد هذه الرحلات المغربية المتوالية الى جانب رحلاته الى الممالك السودانية اهم واخصب رحلات الحسن وأحفلها بالدرس والوصف والتعمق هذا في المغرب

اما رحلاته الى المشرق فلم يترك الحسن كتاب مفصلا لهذه الرحلات كما هي الحال في المغرب وقام الحسن بمجموعه من الرحلات المشرقية بين سنتي 1515 و 1520 اذ قام برحلتين الى عاصمه الدولة العثمانية القسطنطينية في حوالي 1516 والثانية 1520 وعندما عاد من رحلته الاولى عرج على مصر ووادي النيل وفي رحلته الثانية زار مصر مرتين بعد الفتح التركي لها في سنه 1517 وركب امواج النيل الى اسوان ثم رجع الي قنا ثم عبر البحر الاحمر الى ينبع في الحجاز ثغره المدينة المنورة ومنها الى جده ثغرة مكة المكرمة وبعض المؤرخين يرى انه قام بفريضه الحج ثم اخترق الحجاز ونجد فوصل بلاد فارس وخاصه تبريز وبلاد ارمينية ولا نعرف الاسباب التي دفعته الى هذه الرحلات الا انها كانت بدوافع تجاريه وربما كانت بدوافع الاستطلاع والاكتشاف واشباع شغفه العلمي والجغرافي وقبل رحلته هذه كان قد زار استانبول لان الآستانة اصبحت عاصمه الإمبراطورية العثمانية التي ضمت قسما كبيرا من البلاد العربية وقد قرر الا يصف هذه البلاد الأسيوية في كتابه عن افريقية لكيلا يخل بالمنهج العلمي الذي ارتاه وكانت رحلاته التي بداها سنه 1511 قيض لها ان تنتهي سنه 1518 بتلك النهاية المحزنة في اولها السعيدة في اخرها

حيث وقع اسير في ذلك العام وهو عائدا بحر من القسطنطينية الى الشام ومصر وانطلق من ميناء الإسكندرية بحرا الى تونس ويرى بعض المؤرخين ان حادثه اسره على يد بعض القراصنة المسيحيين بالقرب من جزيره جربه الواقعة بين تونس وطرابلس سنه 1519 عادت عليه بخير عميم ذلك انه وصل الى معقل من معاقل النهضة الأوروبية فوثق صلته بعلماء اوروبا وتزود بمجموعه من اللغات الأوروبية التي كانت عونا له على الشهرة العلمية كما انه وصل الى المكتبات والاكاديميات والجامعات الأوروبية التي حفل بها آنذاك عصر النهضة الأوروبية الحديثة فنهل مناهجها وطرق التعليم فيها

عاش الوزان في روما تحت رعاية البابا الذي كان مشهورا بحمايته للعلماء و بتشجيعه للعلوم والآداب فاتصل بالعلماء وتفرغ للنشاط العلمي وحرصا من البابا و اهتمامه بالقضايا الأفريقية فقط شجع الحسن علي تعلم اللغة الإيطالية والكتابة بها وساعده على ذلك معرفته للغة الإسبانية واللاتينية ليصف رحلاته فجمع حصيلتها في كتاب (وصف افريقية وتاريخها) وفي تلك الاثناء اتيحت له فرصه تدريس اللغة العربية في جامعه بولونيا وقام بتعليم اللغة العربية لعدد من العلماء ورجال الدين وكان من تلاميذ الكاردينال جيدو أنتونيني وبفضله جاءته للغة الإيطالية تمكن من ترجمه كتابه العربي الذي كان يحمله معه اثناء وقوعه في الأسر الى الإيطالية ولهذا استقبله البابا استقبالا حسنا حينما عرف انه يحمل كتابا في جغرافية افريقيا وقال احد المؤرخين الأوروبيين ان القراصنة اهدوا مع كتابه الى البابا ثم نشر بعد ذلك مرارا ثم ترجمه الى الفرنسية سنه 1556 و ترجمه الى الألمانية 1805 وكتاب وصف افريقية مؤلف ضخم يقع في ثلاثة مجلدات كبيره وكتب  ليون كتابه بأسلوب ايطالي بسيط ولكنه قوي وواضح تبدو فيه شخصيته وتبدو فيه طريقه التفكير العربي في مواطن كثيرا ويعد  (كتاب وصف افريقية وتاريخها) أهم مؤلفات الوزان اذ كانت له تأثير كبير عند الرحالة والعلماء الاوروبيين منذ القرن السادس عشر حتى القرن التاسع عشر وليس بإمكان اي باحث عن تاريخ افريقيا تجاهل المعلومات الواردة فيه خاصه عند المستشرقين وعلى راسهم المستشرق هارتمان الذي يعد كتاب وصف افريقية كنز من الذهب ولو لولا وجوده لخفيت عن اوروبا اشياء كثيره وقد قسم الوزان كتابه هذا الى 9 اقسام وسمي كل واحد منها كتابا

الكتاب الاول تحدث فيه عن افريقية بصفه عامه ويقصد بأفريقية المناطق التي تقع شمال خط الاستواء وقصد بها بلاد البربر وليبيا والسودان العربي واثيوبيا

 الكتب الأربعة التالية وصف بها مدن شمال غربي افريقيا كمراكش وتلمسان وفارس ومكناس وهنا وصف القرى والجبال والانهار مركزا على الأنظمة القبلية التي هي عماد اوضاع تلك البلاد غير ناس عادات الناس وتقاليدهم

 الكتاب السادس خصصه للحديث عن ليبيا فوصف مدنها واقليمها والطرق التجارية التي كانت مسلوكة بين كبريات المدن الليبية وبين اقاليم السودان العربي وركز على طريق القوافل الذي كان يربط مصر بشنقيط في موريتانيا

الكتاب السابع ولعله يكون من الاقسام المهمة في الكتاب وذلك لأنه قدم للأوروبيين ماده لم يكونوا يعرفونها وخاصه لمدن او وسط افريقية فوصفها وصفه موضعيا فوصف بدقه نهر النيجر وقال (اننا انفسنا ابحرنا في ذلك النهر من تمبكتو في الشرق الى ممالك جن ومالي الواقعة في الغرب من تمبكتو) فعندما وصل الى مدينه تمبكتو خصها بحديث بالغ الأهمية لأنها عندما زارها كانت في اوج ازدهارها ووصف بجانبها جاجو تلك المدينة ذات الأهمية التجارية وتعد آنذاك مدينه الذهب

والكتاب الثامن خصص لمصر وخاصه في العصر المملوكي فوصف القاهرة واحياؤها والمدن المجاورة لها كما وصف نهر النيل وفضله على مصر و شيئا غير قليل من عادات المصريين ومن الجدير بالذكر ان الوزان قد زار مصر سنه 1517 و هي السنه التي انهارت فيها دوله المماليك و اصبحت مصر ولاية عثمانية حيث ألغي السلطان سليم الاول السلطنة المملوكية ولكن الوزان لم يفته ان يرجع الى الوراء ليتحدث عن اصل المماليك وعن اصل الأنظمة المملوكية

الكتاب التاسع خصه عن انهار افريقية وحيواناتها وطيورها واسماكها ومعادنها ونباتاتها

وتمبكتو مدينه تجاريه صغيره في وسط مالي اسمها الرسمي تومبوكتو كانت واحده من اغنى المدن التجارية في افريقية ومركز للتعليم الاسلامي بين القرنين الثالث عشر والسادس عشر الميلاديين يبلغ عدد سكانها 20,483نسمة تأسست تمبكتو في بدأيه القرن الحادي عشر الميلادي تقع بالقرب من الطرف الجنوبي للصحراء الكبرى على بعد 13 كيلو متر من نهر النيجر اشتهرت تمبكتو بانها ملتقى الابل والكنو ( زورق طويل خفيف) ففيها كان يتم تبادل البضائع القادمة من شمالي افريقيا بمنتجات غابات ومراعي غرب افريقيا كانت قافل الأبل  القادمة من شمال افريقيا تحمل الملح والقماش والصوف والنحاس الاصفر الذي كان يستخدم كنقود والتمور والتين والصناعات المعدنية الى تمبكتو وتعامل تجار تمبكتو في  العاج وجوز الكولا والرقيق وجميعها من الجنوب وكانت تمبكتو خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين حاضر من حواضر الثقافة الإسلامية وخرج منها كثير من العلماء والمؤرخين تعرضت للهجوم بسبب موقعها وتغيرت القوي المسيطرة عليها مرات عديده فقد سيطر عليها امبراطوريه مالي وامبراطوريه صمغ وبدوي طريج والمغرب وامبراطوريه طوكولور وبعد ذلك فرنسا عام 1893 حتى عام 1960 ومنذ القرن السابع عشر الميلادي قلت اهميه تمبكتو واضمحلت سكانيا وانهار كثيرا من مبانيها المكونة من الطين والطوب او دفن نصفها تحت الرمال الا انها ظلت مدينه تاريخيه مهمه يزورها العلماء والسياح ومركزا للتجارة مع الشمال

 

المصدر الكشوف الجغرافية لدكتور عبدالعظيم أحمد عبدالعظيم الطبعة الثانية 2011 دار الكنوز للنشر والتوزيع

مهندس مساحة وخرائط وكاتب ومحرر أخبار أعمل لدي موقع رؤية جغرافية وأقدم العديد من الخدمات للطلاب والمساحين وللتعرف علي تلك الخدمات اذهب الي صفحة خدماتي

قد تُعجبك هذه المشاركات

  •  أعظم جغرافي في التاريخ أتدري من هو أعظم جغرافي في التاريخ بل أعظم خلق الله وحبيب رب العالمين هو الحبيب محمد رسول الله صلي الله عليه وسلم كان النبي أعظم جغرافي وظهرت شخصيته…
  • كيف بدأت الكشوف الجغرافية لمجاهل قاره افريقيا قصه(ليون الافريقي)  ماذا تعرف عن ليون الافريقي في هذه القصة سنقص عليك قصه (الحسن ابن محمد الوزان) الذي يعرف باسم ليون الافريقي و…

إرسال تعليق