لتحميل شيتات الأكسيل لأعمال المساحة والمكتب الفني . واتساب من هنا

Table of Content

محافظة البحيرة على مر العصور

البلد صاحبة التاريخ العريق إللي كانت العاصمة الثانية لمصر قديما بعد إسكندرية

البلد صاحبة التاريخ العريق إللي كانت العاصمة الثانية لمصر قديما بعد إسكندرية والوحيدة في العالم. إللي قدرت تهزم الإنجليز مرتين.البلد إللي لولاها ما كنا عرفنا  نفك طلاسم الهيروغليفية بفضل حجر رشيد.البلد إللي فيها أكبر تجمع أديرة أثرية في العالم، و إللي موجود في وادي النطرون، البلد إللي زارها هيرودوت و سترابو والاسكندر وعمر بن العاص وقايتباي  والغورى وصلاح الدين الأيوبي وغيره وغيره، تاريخ ضخم سطر أهالي البحيرة في المقاومة والفداء على مر العصور

 

محافظة البحيرة على مر العصور

فمحافظة البحيرة من أهم محافظات مصر تاريخيا لأنها بتربط خمس محافظات ببعض وعاصمتها دمنهور مدينة الإله حورس وإللي سميت بهذا الإسم لإنه منذ آلاف السنين كانت هي مركز لعبادة الإله حورس كما ورد في النصوص المصرية القديمة باسم (دي مي ن حور) وترجمتها مدينة الإله حورس ثم حرف المصريين إسمها ل تمنهور قبل الفتح الإسلامي وبعد الفتح أصبحت دمنهور ودمنهور من أقدم التجمعات الحضارية بالعالم وتعتبر أول مدينة سكت فيها العملة، أما محافظة البحيرة كلها على بعضها فتعد من أقدم محافظات القطر المصري ويرجع تاريخها إلى عام 4400 قبل الميلاد وسميت باسم البحيرة في الخرائط الإسلامية بعد الفتح وهو تصغير لكلمة بحرة بمعنى البقعة الفسيحة من الأرض المنخفضة.وفي تفسير آخر يقول إنها سميت بالبحيرة لوجود عدد من البحيرات في شمال الإقليم متصلة بعضها البعض، فهيا بنا نتعرف على تاريخ هذه المحافظة العريقة منذ القدم حتى الآن.

 

محافظة البحيرة كلها كانت تسمى في الماضي مقاطعة (أي منت) وكانت عاصمتها مدينة بديت إللي كانت أيضا عاصمة لمملكة الشمال كلها وإللي بنيت في أواخر أيام البطالمة لتكون مدينة ملحقة بدمنهور. وكان لمقاطعة أي منتي السابق في أول محاولة للوحدة مع مملكة الجنوب حتى جاء الملك مينا فأعاد الوحدة بشكل رسمي وفي محافظة البحيرة المهمة فرض الملك مفتاح على أرضه بوليتين أو رشيد حاليا قبضته العسكرية على الضفة الغربية من النيل بفرع رشيد من ناحية الشمال بهدف صد هجمات الإغريق و الصقليين إللي كان بيطلق عليهم شعوب أهل البحر وفي رشيد التاريخية انتصر المصريين في أول موقعها حربية بين مصر وأوروبا.

 

كمان كانت رشيد سوق تجاري رائد ومهم خصوصا في عهد الأسرة 26 وكمان أول ما عرف المصريين سلاح العجلات الحربية كانت رشيد أول من صنعتها وفي سنة 663 قبل الميلاد أنشأ الملك بسماتيك الأول معسكر على ساحل رشيد لصد غارات الليبيين والأشوريين.لأن رشيد كانت ومازالت من أهم المواقع الاستراتيجية لبر مصر كله.

 

بحلول القرن السابع الميلادي بدء حكم الرومان يضعف وده بسبب إن الإمبراطور هرقل الأكبر تقدم في السن وترك الحكم إلى ابنه الصغير وجعل القائد نيكيتاس نائب عنه وبعد شوية أراد النائب نيكيتاس إنه يحكم مصر بالذات.طمعا فيها، وقرر إنه يخطفها من قبضة حاكمها إللي هو القائد الروماني فوكاس، وبالفعل وصلت حملة النائب نيكيتاس إلى مصر بداية من محافظة البحيرة وصلت إلى ممفيس إللي هي شبرة دمنهور حاليا ومنها إلى مدينة الكريون وهي حاليا إحدى قرى مركز كفر الدوار.ولما وصل الجيش إلى فرع رشيد سلكوا طريق ترعة الروجيشات في غرب إسكندرية ثم قام هذا الجيش بهدم قنطار الدفاشير بالقرب من بحيرة ماريوط وأحكم قبضته على الإقليم كله بعدما سيطر على فرع النيل الغربي وكل القرى إللي عن جانبين.وبعد المرور بالبحيرة وضمها استطاع نيكيتاس الوصول  الي الإسكندرية وعين نفسه حاكم على مصر، وفي عهده تمتع أقباط مصر بحرية العبادة وبناء الكنايس والأديرة نظير ما قدموه له من عون في حرب طاحنة جرت وقائعها على أرض محافظة البحيرة.

 


مع مرور الوقت توفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وخرج العرب المسلمون من شبه الجزيرة العربية لنشر الإسلام في أنحاء العالم المعروف، فانطلق عمرو بن العاص من القدس إلى مصر عام 20 هجرية بعد أن شاور الخليفة عمر بن الخطاب.وإللي رفض في البداية دخول أفريقيا ثم بعد ذلك اقتنع كان الهدف هو فتح مصر وأيضا مطاردة  ضد بقايا الروم الفارين من القدس وإللي تحصنوا في مصر وسلك القائد عمرو بن العاص الطريق الذي سلكه قبله ملك الفرس قمبيز والإمبراطور الإسكندر الأكبر.وهو الدخول من ناحية رفح مرورا بسيناء ثم اصطدمت القوى العربية بالروم في مدينة الفرما أو بورسعيد حاليا فسقطت المدينة بيد عمرو بن العاص  بعد فتح الفرما استطاع المسلمين فتح بلبيس وذهب الجيش الإسلامي لفتح أعظم حصون القاهرة، واستمر الحصار لمدة سبع شهور وفي يوم 9 إبريل سنة 641 تمكن المسلمين من إسقاط حصن بابليون و اتجهوا ناحية العاصمة إسكندرية فالتحم جيش المسلمين مع الروم في ترنو ط إللي بتسمى حاليا الطرانة وهي إحدى قرى مركز حوش عيسى وانتصر عليهم وكان بيها حصن منيع. وأقام عمر بن العاص فيها بضعة أيام حتى تشتت شمل السفن الرومية وتقهقر القائد الرومي تيودور وفر ناحية إسكندرية فأمر عمرو بن العاص أحد قواته بملاحقته وكان إسمه شريك ابن سمية بن عبد ابن يغوث ابن المراضي.وهو من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن لما راح تكثر عليه الروم وحاصروه عند قرية بطاقة في شمال الطرانة ففضل المقاومة هو ورجالته ببسالة، واعتصم بمنطقة تسمى الكوم، حتي  جاء الإمداد من عمرو بن العاص بقيادة مالك بن نعم الصدفي.وفك حصار زميله الشريك في منطقة الكوم وإللي سمية بعد كده باسم كوم شريك نسبة للواقعة دي ثم أكمل عمرو بن العاص زحفه حتى وصل إلى الدلنجات وبعد كده اعترضوا حامية الروم في سانتيس إللي موجودة دلوقتى على بعد 7 كيلو جنوب دمنهور.

وهناك دارت المعركة، وانتصر المسلمون ولازا الروم بالفرار، واستمر عمرو في زحفه نحو دمنهور ودخلها وحررها من الروم ثم أكمل زحفه بغرض الوصول للعاصمة إسكندرية وفي طريقه اصطدم بحصن رومي صعب في الكريون قرب قرية معمل القزاز. بكفرالدوار ودار فيها معركة أخرى طاحنة انتصر فيها المسلمون وسقط الحصن فأصبح الطريق مفتوح أمام قوات عمرو إلى الإسكندرية وبالفعل وصل الي أسورها وفتحوها وبعد الفتح وقع عمرو عقد للصلح سنة 25 هجرية مع المقوقس. كبير الأقباط والحاكم العام باسم الروم في إسكندرية وقتها وجعل عمرو القائد المسلم وردان واليا على إسكندرية ثم اتجه عمر من الكريون إلى ناحية الشرق على ضفاف النيل في الحوفي الغربي وهو الاسم إللي أطلقها العرب على إقليم البحيرة في بداية الأمر حتى وصل إلى ادكو حاليا وحصرها. ثم عرض الإسلام على أهلها فأسلموا وتم الصلح مع قزم اس حاكم رشيد وحنا حاكم البرولس ثم بعد ذلك وصل المسلمين إلى دمياط وبهذا الشكل تمت السيطرة على منافذ النيل على البحر الأبيض المتوسط واستمرت البحارة المهمة ومصر كلها قابعة للحكم الإسلامي ب دويلاته العديد.

 

في مساء 2-7-1798م تلقى كاشفي البحيرة الرسائل من أهل إسكندرية بطلب النجدة لأن الحملة الفرنسية دخلت إسكندرية وتمكنت منها وفي طريقها لاحتلال كل ربوع مصر فراح مجمع عربان البحيرة. وزحفوا على ظهور خيولهم دفاعا عن إسكندرية. لما شاف أهالي إسكندرية أهل البحيرة اشتد أزرهم وزادوا حماسة لكن للأسف لم يصمدوا كثيرا بفضل السلاح الحديث للحملة، لكنهم أبلوا بلاء حسنا وأصابوا الجنرال كليبر و الجنرال مينو بجراح. بعدها بدأ جنود نابليون في تنفيذ خطة الاحتلال لمصر، وتقدم الجنرال دوجة من إسكندرية وعبر أبو قير وبوغاز ادكو حتى وصل إلى رشيد واحتلها وعين عليها الجنرال مينو إللي كانت مهمته إخماد ثورة الأهالي و حماية بوغاز رشيد من غارات الإنجليز. وفي مساء يوم تلاتة يوليو قرر ضباط الحملة الفرنسية استكمال زحفهم إلى القاهرة بعد ما أمرهم نابليون بالإسراع لإن موعد فيضان النيل قرب والفيضان كان بيعزل القاهرة عن إسكندرية تماما فترك نابليون حامية قوية بقيادة كليبر باسكندرية وقسم بقية قواته. قسمين القسم الأول قوات برية حتعبر الصحراء ثم تصل لطريق دمنهور ثم الرحمانية ثم شبراخيت ثم أم دينار القسم الثاني قوات بحرية هتبحر من رشيد وتعبر النيل من خلال مراكب الأسطول الخفيفة وحتصير في فرع رشيد لتتجه لديروط.  ثم تقوم بمقابلة الحملة البرية قرب الرحمانية وبعدها هينضم علي بعض علشان يحتلوا القاهرة مباشرة لما تحركت القوة البحرية إللي كانت رحلته ممتعة وصلوا لرشيد و انبهروا بجمال المدينة إللي كانت قطعة من أوروبا تدب فيها الحياة والتجارة. وأعجبهم نظافة شوارعها، أما القوة البرية لم تكن رحلتهم ممتعة على الإطلاق. لإنهم بعدما شقوا الصحراء طردهم وباء الطاعون وأصابهم العطش الشديد وضربات الشمس المحرقة في الصحراء المكشوفة والقاسية.

 

نرجع بقى للحملة البحرية. تتفسح في شوارع رشيد اللي تفاجؤوا بهجوم آخر مفاجئ نفذوا مجموعة من الأهالي إليها جاؤا من إسكندرية وتهجروا بقرية فوه وقرية العطف أو المحمودية حاليا وقرية سار باي بالمحمودية إللي كلهم بيقعوا على النيل، أما بقى المجموعة البرية إللي متبهدلة في الصحراء. بعد ما سلكوا طريق البر بموازاة ترعة  الأشرفية أو المحمودية حاليا ليمروا بالبيضة و العكريشة والكريون والعوجة وبركة غطاس. لم يهتز أهالي البحيرة أمام دافع الفرنسيين وانقضوا على المحتل ببسالة وقتلوا منهم الكثير وخسر نابليون الكثير من الجنود بسبب المقاومة وبسبب الظروف القاسية للصحراء.  

 

وفي 7 يوليو طلع عليهم أهالي دمنهور وإللي كان عددهم 6000وهاجموهم، لكنهم لم يتمكنوا من إبعادهم بفضل المدافع  وفي 11 يوليو احتلوا الرحمانية وفي 13 يوليو واقف الأسطول أمام منية سلامة إللي بتقع على الضفة اليسرى لفرع رشيد بين الرحمانية وشبراخيت وهناك التقى الأسطول الفرنسي بقوات مراد بك فتجمهر الأهالي على الضفتين متسلحين بالبنادق والعصا فأغرق خمس سفن للفرنسيين، ولكن للأسف برغم بسالة الأهالي انقضوا على المحتل وكان الصوت الأقوى هو صوت الأسلحة الحديثة اللي كان يمتلكها الأسطول الفرنسي فحسم المعركة لصالحه. واضطر مراد بك قائد المماليك الرجوع ناحية القاهرة بعد ضرب مركب الذخيرة اللي انفجرت في النيل أثناء المعركة، فاحتل الفرنسيين وشبراخيت وتعتبر معركة شبراخيت إللي انهزم فيها مراد بك أول انتصار حقيقي ل نابوليون على المماليك في 13 يوليو من عام 1798.والبحيرة استنفذت الكثير من قوة الفرنسيين وأنهكتهم ولم يعلن أي مكان فيها الاستسلام على الإطلاق وقدم شهداء دمائهم تعبيرا عن بسالتهم وبطولتهم في نفس الوقت ده. ومن الناحية التانية كانت القوات البرية بتعبر على الشبور وكوم شريك وعالقامة الطرانة وأبو نشابة.  ولما وصلوا قرية وردان إللي كانت أغنى القرى وقتها نهبوها بالكامل ثم وصلوا إلى أم دينار فتفاجئوا بنيران المقاومة الشعبية هناك حيث وقف الشعب مع المماليك في معركة الأهرام تصدر أهالي البحيرة المعركة رغم قلة إمكانياتهم. وكان يستخبو يرقبوا سير الحملة وأي جندي يتوه أو يتأخر أو يتعب أو حتى رايح يوصل رسالة يصطاده ويقتله واستمرت الحملة في السير ونهب كل القرى اللي يعدوا عليها وفي 14 يوليو نهب الجنود التابعين للجنرال بون في قرية النجيلة ثم استمروا زحفهم لحد ما تفاجئوا بجفاف ترعة المحمودية اللي ولم تملأ الا في وقت الفيضان ف ملقوش حل غير الشرب من الآبار و وقتها لقوا نفسهم في مأزق لما تفاجئوا  إن الأهالي هدم الآبار و أتلفوها في فخ محكم فتمكن العطش من الجنود وقرر إنه ما يستريحون في قرية الطرانة  ثم صادروا المواشي ونهبوا البيوت لكنهم تفاجأوا هناك ببسالة الأهالي أشعلوا النيران في أجران الغلال عشان ما يلاقيش العدو علف لخيوله فتموت. في نفس الوقت ده كانت القوات البحرية برضه شغالة في الجانب التاني بعدما أحكمت قبضتها على باب رشيد لكنهم تفاجئوا بحصار شعبي آخر حول قوات الجنرال ديم وي و تأكدوا هناك إن في اتصال وثيق بين المكافحين في إسكندرية والمكافحين.  وفي عز ما الأمور كانت مشتعلة في الناحيتين اشتعلت ناحية ثلاثة خالص لما حاصر رجال المقاومة الشعبية الكولونيل دامة اللي كان مسافر ومعاه رسالة مهمة للقوات اللي زحفت للقاهرة عن طريق فرع رشيد في يوم 16 يوليو وأثناء مروره من مطوبس وادفينا .قطع عليه الطريق رجال المقاومة فتقهقر ورجعت إلى رشيد ولما حاول بعد كده استئناف السير مرة تانية إنهال عليه الرصاص من برمبال والسلمية والسوق وسنهور وأصبحت المقاومة مشتعلة في ثلاث أماكن فيما يشبه بالكماشة وحرفيا لولا فرق التسلح وقوة مدافع الفرنسيين. لتمكن شعب البحيرة وحده من ابتلاع حملة نابليون، والدليل هو شهادة الجنرال مينو في خطابه إللي بعته إلى نابليون في يوم 4 أغسطس و إللي بيشرح فيه إنهم وقعوا في شبه مستنقع بالإضافة إلى صعوبة المواصلات بين رشيد و بئير عن طريق البحر علاوة على مناوشات منطقة رشيد.اللي أنهكته، أما الجنرال كليبر نفسه فكان في وضع لا يرسى عليه لإنه كان محصور ومحبوس في إسكندرية دون أي حركة بسبب إن الكتيبة إللي كانت معاه ماكنتش كافية لقمع حركات المقاومة إللي كانت بتهاجمه من إقليم كبير زي إقليم البحيرة وخاصة منطقة ادكو ورشيد والكريون. ووقتها اشتكى من إن المقاومة في البلاد تمكنت من قطع المواصلات على جيش الحملة الفرنسية وهددت إسكندرية عن طريق البر وتمكنت من قطع مياه الشرب بعدما استولى أهالي بركة غطاس على ترعة المحمودية والدليل  الخطاب الذي أرسله الجنرال كليبر بنفسه من إسكندرية إلى نابوليون يقترح عليه وضع حميات قوية في دمنهور و الكريون مزودة بالمدافع حتى يتمكنوا من السيطرة على هذه المناطق. أما بركة غطاس إللي استولت على ترعة المحمودية فكان عقابها قاسي جدا من كليبر إللي بعد شوية دخلها ونهبها وحرقها.

 

أما دمنهور فكان عقابها أشد قسوة بعد إللي عملوه مع الجنرال الدموي. حيث أمر نابليون رجوع قوة كبيرة من القاهرة إلى الرحمانية ثم إلى دمنهور لتنشر الخراب فيها. بعد ما جردت أهلها من السلاح وقامت بإعدام خمسة من أعيانها ومشايخها، ثم عادت القوى الرحمانية مجددا. وأنشأوا فيها قلعة ومستودع للذخيرة تمهيدا لجعلها عاصمة للبحيرة بدلا من دمنهور الثائرة .ولم تكف نيران المقاومة في كل ربوع المحروسة، حتى جاءت موقعة ابي البحرية إللي انكسر فيها الأسطول الفرنسي على إيد الإنجليز، عشان كده يزداد الحماس في نفوس المصريين بعد أن فقد الفرنسيين قدر كبير من هيبتهم فاندلعت الثورة من جديد في رشيد وما حولها.  فهاجمتهم الحملة مجددا وقدمت الثوار للمحكمة واتهمت مشايخ ادكو وادفينا بالتحريض على الثورة وأعدموهم رميا بالرصاص، ولكن بعد شهر بالتمام والكمال رفعت دمنهورعلم الثورة مجددا رغم كل ما فقدوه والتهبت همم الأبطال هناك. فاتجهت قوة فرنسية من رشيد إلى الرحمانية ومنها إلى دمنهور مجددا وسلسله زعماء الثورة وجروهم إلى ساحة الإعدام رميا بالرصاص. بعد ذلك بعت نابليون القائد جوليان من القاهرة ومعاه رسالتين وحدة لأبو قير والتانية الكريون خرجت به السفينة في فرع رشيد. حتى وصلت إلى قرية علقان وهي إحدى قرى كوم حمادة العريقة فانقضي الفلاحين عليه وعلى رجالته باستماته فظيعة وقتلوهم ولم يتركوا منهم جندي واحد. استشاط نابليون من عناد أهالي البحيرة  وقرر إنه يخلي من عالقا عبرة لكل البلاد فدخلوها في واضح النهار. وحصرها العسكر بعنف شديد و بعدما نهبها قاموا بحرق أجران الغلال والمحاصيل وأضرموا النار في الأرض الزراعية ثم قاموا بحرق المنازل حتى أصبحت رماد عن بكرة أبيها. واستمرت المقاومة والثورة بهذا الشكل لمدة عام في كل ربوع البحيرة، ولما تولى الجنرال كليبر قيادة الحملة أصدر تعليمات بتغيير التقسيم الإداري لمصر ولأول مرة جعل الإسكندرية ورشيد والبحيرة قسم واحد عاصمة الإسكندرية بغية إحكام السيطرة على الأقليم والجدير بالذكر إن أهالي رشيد تمكنوا من استقطاب الحاكم العسكري عليها إللي هو مينو للدخول في الإسلام، فأعلن إسلامه، وسمى نفسه عبد الله مينو وتزوج من زبيدة ابنة السيد محمد البواب و أنجب منها ولده وإللي سماه سليمان

 

ثلاث سنوات من المقاومة العنيفة في البحيرة وفي كل ربوع مصر. تم جلاء قوات المحتل الفرنسي بعد أن قدمت البحيرة كل ما يمكنها من تضحيات وبطولات، وأصبحوا مثلا مشرف للبطولة والفداء. حجر رشيد كان هو مفتاح حل لغز الكتابة الهيروغليفية وتم تسميته بحجر رشيد لإنه تم اكتشافه قرب فرع رشيد. كان اللي اكتشفوا ضابط فرنسي في يوم 19-7-1799م وكشفت الأبحاث إن الحجر ده تم مناقشته في عام 196 قبل الميلاد. وكان عبارة عن مرسوم ملكي صدر في مدينة منف أصدره الكاهن تخليدا لذكرى بطليموس الرابع وعليه تلات لغات وهم اللغة الهيروغليفية والإغريقية والقبطية اللي كانت هي اللغة الحديثة لقدماء المصريين لما عصر عليه الفرنسيين ما قدروش يفهموا محتواه. لأنه لغز لغوي من الصعب تفسيره لأن اللغات التلاتة كانت وقتها بتعتبر من اللغات الميتة حتى جاء العالم الفرنسي فرانسوا شامبليون وفصل هذه اللغات وأثبت إن اللغات دي كانت سائدة أيام حكم البطالمة الإغريق لمصر لأكثر من 150 سنة وكان محتوى الكتابة. تمجيد لملك مصر وإنجازاته الطيبة على الكهنة والشعب، وقد كتبه الكهنة بلغات متعددة ليقرأه العامة والخاصة من كبار المصريين والطبقة الحاكمة. استطاع شامبليون فك شفرة الهيروغليفية عام 1822 لإن النص الإغريقي عبارة عن 54 سطر وسهل القراءة وده خلاه يقدر يميز أسماء الحكام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية وبهذا الكشف فتح أفاق التعرف على حضارة قدماء المصريين وفك ألغازها. وترجمة علومها بعد إحياء لغتهم اللي كانت شبه ميتة. وبصراحة هو إللي ليه الفضل إن الهيروغليفية ترجمت لتولد للعالم علوم المصريات الحجر ده بعد كده للأسف أخذوا البريطانيين من القوات الفرنسية ووضعوه في متحف لندن. فك رموز حجر رشيد حدث جبار لا يمكن إنكاره، ويمكن هو الميزة الوحيدة إللي عملها المحتل الفرنسي. وبرغم كل شيء بقول شكرا ل اللي فك رموزي مع إنهم نهبوا كنوزي. بعد جلاء الحملة شهدت البلاد أوقات عصيبة على مرور ثلاث سنوات ثم بعد ذلك تبنى الشيخ عمر مكرم نقيب الأشراف اختيار محمد علي حاكم علي مصر بعدما وعده بأنه يحكم بالشورة وعدم الظلم وكانت دمنهور.أول بلد بيعته وبعد مضي عامين على توليه حكم مصر، انتهز الإنجليز ضعف البلاد بسبب صراعه مع بقايا المماليك وضعف الجبهة الداخلية، فاتفقوا مع محمد بك الألفي زعيم المماليك إنه ساعدهم في مقابل إنهم يقعدوا على كرسي الحكم، لكن سبحان الله مات قبل وصول الحملة من الأساس. وخطط الإنجليز الهجوم يكون ليه خطين الخط الأول إنه أسطولهم يحتل مواني مصر ويكون بداية تحركهم من رشيد ثم يزحف للدلتا ثم القاهرة والخط الثاني في نفس الوقت يزحف الي القاهرة ويضغطوا عليها ثم بدأ الجنرال فريزر الزحف البري من الإسكندرية إلى رشيد لاحتلالها. واتخاذها قاعدة حربية لقواته وكلف القائد ويكو بهذه المهمة العسكرية إللي كان معاه ألف جندي تحركوا من إسكندرية إلى رشيد. وفي 19-9-1807م تصدى أهالي رشيد بقيادة محافظها على بيج لحملة فريزر واللي ما كانش معاه غير 700 جندي. فانضم إليه الشيخ حسن جريد وحس الأهالي على المقاومة الشعبية وأمر بإبعاد المراكب المصرية من أمام شاطئ النيل برشيد إلى البر الشرقي المقابل عند الجزيرة الخضرا وبرج مغيزل بمركز مطوبس.

 

كان الهدف من إبعاد المراكب هو منع الأهالي من ركوبها والفرار من المدينة ف كانت وراهم والعدو أمامهم و مفيش حل غير القتال والمقاومة أمرهم الشيخ المجاهد بعدم التحرك أو إطلاق النار إلا بعد صدور إشارة متفق عليها فلما دخل الإنجليز تفاجئوا بالهدوء والصمت التام ولم يجدوا أي مقاومة. فاعتقد إن المدينة استسلمت فدخلوا شوارع المدينة مطمئنين وبدأوا يستريحوا بعد مشوارهم الصعب و فجأة وعلى حين غفلة انطلق الأذان فوق مسجد سيدي زغلول بيقول حي على الجهاد فإنهالة النيران من الأهالي وأفراد حامية رشيد من نوافذ المنازل والسطوح. ونصب فخ محكم لقوات الاحتلال كانت الحصيلة فيه 170 قتيل و250 جريح و120 أسير. وبعد كده وصل محمد علي بقواته وبعد النصر فاوض الجنرال فريزر على الانسحاب من مصر فغادرها وأحبط أهالي رشيد المشروع البريطاني لاحتلال مصر. وأصبح يوم 19 سبتمبر هو العيد القومي لمحافظة البحيرة. بعد ذلك تمكن محمد علي من إحكام السيطرة على البلاد وفي 8-5-1907م أمر بحفر طلعت المحمودية لتبدأ من النيل قرب قرية العطف علشان تصل مياه النيل الإسكندرية. عبر محافظة البحيرة وعشان تكون ممر مائي للمراكب التجارية بين إسكندرية والنيل. وعشان يتم الحدث المهم ده أمر محمد علي كشافين البحيرة بجمع الأنفار وتجهيز العمال والبنائين والحدادين والمساحين وأدواتهم وبدأوا في تنفيذ المشروع. ولكن في إبريل 1819 توقف العمل بسبب الطاعون وعادي الناس لبلادهم. بعدما أصبح الوضع خطير. فكان كل إللي بيموت يدفن في مكانه وفي يناير 1820 استكمل الحفر وسمية ترعة ومدينة المحمودية باسم السلطان محمود خان سلطان الأسيتانة العثماني تمجيدا له.

 

 بدء الاحتلال البريطاني لمصر في فجر يوم 11 يوليو 1882. لما ضرب الأسطول البريطاني إسكندرية بقيادة الأدميرال سيمون تمهيدا لاحتلالها والاستيلاء على مصر. وبعد ساعات من القصف المتواصل بدأت القوات البريطانية التحرك برا للدخول في العمق المصري بقيادة الجنرال نلسون وبدأوا بمدينة كفر الدوار والبيضة لكنهم صدموا بمقاومة عنيفة قطعت عليهم الطريق و عطلتهم لمدة شهرين كاملين. وكانت المقاومة دي بيقودها أحمد عرابي اللي وزع معظم قواته على سواحل البحر المتوسط، وفي كفر الدوار رابط المجاهدين بقيادة طلبه عصمت إللي معاه سلاح مدفعية الميدان ومجموعة من قوات عرابي ومجموعة من عربان البحيرة بخيلهم .اشتدت المعركة، وبعد القطاع العنيف خسرت بريطانيا الكثير من قوتها وده أجبر الجنرال نليسون على الانسحاب  الي الإسكندرية وتغيير خط السير والتوغل من خلال الجبهة الشمالية الشرقية تمهيدا لدخول قناة السويس والنزول في التل الكبير بعيد عن منطقة المقاومة الشرسة. في كفر الدوار لما وصلت القوات للتل الكبير تفاجئوا ايضا بالمقاومة والجهاد هناك لكن للأسف الإنجليزي انتصروا فيها بفعل الخيانة وعلى رأس الخونة في الحرب دي الضابط الخائن علي يوسف الشهير ب خنفس باشا ورغم هزيمة الجيش المصري إلا إنه لم يرتضي بالغزو أبدا ويكفيه شرفا إنه دافع ومات في سبيل تحرير الوطن حتى لو ما نجحش بده والبحيرة أرض الأبطال كانت من المحافظات إللي ضحت بالكثير من أبنائها في معارك عربي.

 

لكل الأسباب التي تم ذكرها فان أهالي البحيرة يتباهوا بتاريخهم. مين يكون عنده التاريخ الحافل والمشرف ده وما يفتخرش به علاوة علي ذلك إنها دلوقتي تعد من أهم المحافظات المصرية والبحيرة بجانب أنها تتميز بالإنتاج الزراعي المتعددة على سبيل المثال منه القطن والرز والقمح والذرة والبطاطس وغيره بتساهم كمان في النشاط الصناعي في مجالات الغزل والنسيج والسجاد وحلج الأقطان وكمان الكيماويات والصباغة وغيره. وكفر الدوار تعتبر أحد القلاع الصناعية في مصر بجانب إنتاجها المتميز في الزراعة والصناعة. ربنا نعم علي البحيرة بمجتمع ساحلي رائع يتجلى روعته في رشيد وإدكو إللي ربنا حباهم ب الثورة السمكية وفوق كل ده لازم كمان نشير لاستصلاح الصحراء وإقامة المجتمعات العمرانية الجديدة هناك لما تلاقي كل المقاومات دي. في محافظة وحدة. وتستاهل تخلي التاريخ المشرف والشاهد على تاريخهم العريق، المعالم السياحية والأثرية اللي لسه واقف في وش الشمس لحد دلوقتي، ففيها قلعة قايتباي ومتحف رشيد ومنزل القماصي والنصب التذكاري و دير وادي النطرون وتليكوم تقال ومبنى مسرح البلدية الأسري اللي على شكل أبرة بناها الملك فؤاد ومبنى مكتبة البلدية بناها فؤاد كذلك مبنى المدرسة القانونية إ بناها فؤاد وقناطر أدفينا وقصر الملك فاروق بادفينا ودار الأوبرا بدمنهور وغيره. وتتكون المحافظة من 15 مركز إداري 16 مدينة و وحدة محلية قروية بيتبعها 417 قرية تابعة بإجمالي 5300 تجمع سكني وريف لكل قرية صغيرة فيهم تاريخ مشرف وحكايات بطولية.

 

مهندس مساحة وخرائط وكاتب ومحرر أخبار أعمل لدي موقع رؤية جغرافية وأقدم العديد من الخدمات للطلاب والمساحين وللتعرف علي تلك الخدمات اذهب الي صفحة خدماتي

Post a Comment