قام المسلمين بتنقية علم الجغرافيا مما علق به من خرافات العصور الوسطى وما اعتراها من اختلاط الحقائق بالخيال، وقاموا بتطوير الجغرافيا من جميع جوانبها الطبيعية،والبشرية الوصفية، والرياضية، فأضافوا وأبدعوا .
قال تعالي "إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"
دافع المسلمين: الامتثال لديننا الحنيف في التأمل ودراسة السماوات والأرض والكون واكتشاف أسراره، حماية جهود علماء اليونان في مجال الجغرافيا وتصحيح الأخطاء في نظريات الرومان والمعرفة الصادقة للعالم.
دافع الأوربيين: الاستيلاء على الأراضي الجديدة وحكمها واستغلالها واستغلال سكانها وخيراتها النباتية والمعدنية، وتحقيق مكاسب مادية خيالية والعيش في رفاهية على حساب أصحاب تلك الأراضي.
علم الجغرافيا الحديث: تهتم الجغرافيا بدراسة الظاهرات الطبيعية، والبشرية على سطح الأرض،و تفسير، تحليل، وربط، وإبراز ما بينهما من علاقات، وهو ما يسمى بمنهج الاحتمالية (أي العلم الذي يدرس البيئة والإنسان وعلاقة كل منهما بالآخر)، وبحث المشكلات البيئية المعاصرة التي تواجه الإنسان.
علم الجغرافيا الحديث هو: العلم الذي يدرس العلاقة بين نشاط الإنسان، وبيئته، وما ينتج عن هذه العلاقة من قضايا ومشكلات.
ميدان الجغرافيا الحديثة هو المكان ، فيقول البعض أن الجغرافيا هو " علم المكان " والمقصود بالمكان في هذا التعريف هو "الأرض" بمفهومها الواسع والذي يشمل كل شيء على سطح الأرض، والذي توسع الآن ليخرج من نطاق الأرض إلى الكون
إن وظيفة الجغرافيا الحديثة هي: التعرف على الاختلافات المكانية، وتحليل العلاقة القائمة بينهما.
تبرز أهمية الجغرافيا من خلال أنها:
1- تجمع العديد من ثمار الدراسات والعلوم الأخرى، وتربط بينها مما يؤدي إلى فتح أبواب المعرفة لدراسة المشكلات التي تعاني منها البشرية.
2- تساعد على توزيع الظاهرات الجغرافية، وما تشمله من بيانات على سطح الأرض بواسطة الخرائط، مما يعطي الجغرافي صورة كاملة عن المكان ( موقع الدراسة) .
3- تتناول الظاهرات الجغرافية من جوانبها المتعددة شكلاً وكيفًا.
4- تهتم بتعليل الظاهرات الجغرافية؛ للوصول إلى النتائج الإيجابية، مما يؤدي إلى تنويع مصادر المعرفة لدى الجغرافي.
5- تؤدي إلى توسيع مدارك الإنسان؛ مما يجعله يتأقلم مع أي جو أو بيئة.
6- تساهم في خدمة المجتمع، وحل مشكلاته، وتطويره عن طريق الجغرافيا التطبيقية مما أدى إلى:
أ- اتساع أهمية الوظيفة الحالية مع تقدير تطورات المستقبل.
ب- إشراك الجغرافيين بتخصصاتهم المختلفة في مجالات العمل المتنوعة.
ج- زيادة فرص البحث العلمي للجغرافي؛ للاستفادة من جميع الموارد كالتخطيط في مجالات التنمية المتنوعة (المدن – النقل والمواصلات – الزراعة- الصناعة- الثروات المائية والحيوانية والمعدنية والسياحية).
تقسم الجغرافيا إلى قسمين رئيسيين هما
أ- الجغرافيا الطبيعية. ب- الجغرافيا البشرية.
وتتفرع الجغرافيا الطبيعية إلى عدة فروع هي:
1- الجغرافيا المناخية. 2- الجيومورفولوجيا (جغرافيا السطح). 3- الجغرافيا الحيوية والتربة. 4- الجيولوجيا 5- الهيدرولوجيا.
وتتفرع الجغرافيا البشرية: 1- الجغرافيا الاجتماعية: ومنها جغرافيا السكان. 2- الجغرافيا الاقتصادية.
3- الجغرافيا السياسية. 4- جغرافيا الأجناس البشرية.
وهناك عدة فروع أخرى للجغرافيا لا تندرج تحت الفرعين السابقين وإن أخذت من كليهما وأهمها:
الجغرافيا الإقليمية، الجغرافيا التاريخية، الجغرافيا التطبيقية، الجغرافيا الأصولية. جغرافيا علم الخرائط، الجغرافيا الفلكية.
تستقي الجغرافيا معلوماتها من كل العلوم التي تتخصص في دراسة الأغلفة التي تحدد إطار بيئة الإنسان التي يتفاعل معها وهي: الغلاف الغازي، الغلاف الصخري، الغلاف المائي، الغلاف الحيوي.
فروع الجغرافيا الطبيعية :
الجغرافيا المناخية: وتدرس عناصر المناخ، وأثرها في الحياة الطبيعية، والبشرية، ومن فروعها علم الأرصاد الجوية أو الميتورلوجيا الذي يدرس الغلاف الجوي.
الجيومورفولوجيا ( جغرافيا السطح): تهتم بدراسة الشكل العام لسطح الأرض والتضاريس والعوامل التي أثرت في تشكيله.
الجغرافيا الحيوية والتربة: وتدرس النبات الطبيعي، والحيوان البري إضافة إلى التربة كما تدرس البيئة، ومكوناتها العضوية وغير العضوية.
الجيولوجيا: وتهتم بدراسة الصخور من حيث أنواعها، وطريقة تركيبها.
الهيدرولوجيا: ويدرس أكبر غلاف طبيعي على سطح الأرض وهو الغلاف المائي،والذي يسمى بعلم البحار والمحيطات.