1- الكون :
أ- تركيبه:
يتكون الكون من غازات أهمها الهيدروجين والهيليوم بنسبة 97 % والأكسجين والكربون والحديد وعناصر أخرى بنسبة 3% . يتكون الكون في الجزء المرئي منه من حوالي 100 مليار مجرة تضم الواحدة منها مليارات النجوم وعدد كبير من السحب الغازية الضخمة (تسمى السديم ) . ترتبط ببعض النجوم كواكب ومذنبات وأجرام سماوية متفاوتة الأحجام مثل الكويكبات .
المجرات: المجرة تجمع هائل من النجوم قد يصل عددها إلى عشرات البلايين من النجوم، ويكون الشكل الخارجي للمجرة عدسياً (أي تشبه العدسة اللامعة) في الغالب. وقد يصل قطر المجرة إلى حوالي 160 ألف سنة ضوئية، بينما يبلغ سمكها عُشر ذلك المقدار (أي حوالي 16 ألف سنة ضوئية). والمجرة تحوى الملايين من النجوم، يتجمع معظمها في مركز المجرة الذي يُعرف بنواة المجرة. ويوجد في هذه النواة كميات هائلة من الغازات والغبار الكوني الذي يظهر كالغيوم ويسمى بالسديم الكوني . والمسافة التي تفصل بين المجرات كبيرة جداً، والفضاء الذي يعزل المجرات عن بعضها يكاد يكون خالياً من النجوم. ويتوزع هذا العدد من المجرات في الكون بالبلايين، ويبتعد عن الأرض بمسافات شاسعة جدا، وقد أمكن اكتشاف مئات الملايين من المجرات بواسطة التلسكوبات الضخمة. ويمكن رؤية بعض المجرات المجاورة لمجرتنا بالعين المجردة، مثل مجرة الأندروميدا Andromeda، التي تعتبر من المجرات الحلزونية العملاقة. وتبعد هـذه المجرة عن الأرض بمسافة تقـدر بنحو 2.2 مليون سنة ضوئية، ويبلغ قطرها حوالي 160 ألف سنة ضوئية، وتقدر كتلتها بنحو 350 مرة ضعف كتلة الشمس.
المجرات الحلزونية : وتظهر على شكل حلزوني بذراعين أو أكثر، ومن أفضل الأمثلة على مجرات هذا القسم مجرة درب التبانة، التي ننتمي إليها وجارتها مجرة الأندروميدا.
المجرات الإهليليجية :وهي مجرات ذات شكل إهليليجى (بيضاوي)، ويتميز هذا النوع من المجرات عن المجرات الحلزونية بكون نجومها خافتة نسبيا وبعدم احتوائها على الغاز والغبار الكوني.
المجرات غير المنتظمة : وهي مجرات صغيرة نسبيا، وليس لها شكل منتظم، وتتسم مجرات هذا القسم بقلة عددها إذا قورنت بالنوعين السابقين، إذ لا تزيد عن 3% من جملة المجرات.
مجرة درب اللبانة : تعرف هذه المجرة، التي ننتمي إليها (الشمس وما يدور حولها من كواكب بما في ذلك الأرض)، بمجرة درب التبانة، وهي تظهر في السماء بالعين المجردة في فصل الصيف على شكل خط مستقيم أبيض يشبه الغيوم الخفيفة. ويشبه هذا الأثر (الخط) الأبيض، الذي يظهر في السماء، بقايا التبن المتساقط على طول طريق (درب) التبانة الذين ينقلون التبن من البيادر إلى بيوتهم، لذا سُميت هذه المجرة عند العرب بدرب التبانة. أمّا في الغرب فإن هذا الأثر الأبيض يشبه بقايا الحليب المتساقط من الحلابة أو اللبانة أثناء نقله، لذا فقد سُميت بدرب اللبانة. وتحتوى مجرة درب التبانة، على حوالي مائة بليون نجم، وهي مجرة حلزونية لها ذراعان حلزونيان، وتتوزع فيها النجوم على شكل قرص مسطح قطره حوالي 100 ألف سنة ضوئية، وتقع الشمس وما حولها من الكواكب على أحد الذراعين بعيداً عن مركز المجرة الذي يُعرف بالنواة، ويبلغ بعد الشمس عن النواة حوالي 33 ألف سنة ضوئية. وتدور المجرة حول مركزها بسرعة هائلة جدا، فالنجوم التي تقع بجوار الشمس يستغرق زمن دورانها حوالي 250 مليون سنة ضوئية لإكمال دورة كاملة وبسرعة تبلغ نحو 260 كيلومتر/ثانية. ويعتقد أن قوة الجاذبية، التي تؤمن مثل هذه الحركة، ناتجة عن الغاز والغبار الكوني الموجودان في نواة المجرة، والذي تبلغ كتلته حوالي 50 بليون ضعف كتلة الشمس. وهذا الغاز والغبار الكوني مكون من الكربون، والنيتروجين، والأكسجين، والنيون، والحديد، والكالسيوم، ويبلغ سمك مجرة درب التبانة عند النواة ما يراوح بين خمسة إلى عشرة آلاف سنة ضوئية، بينما يبلغ سمك الأذرع ما يراوح بين ألف إلى ألفي سنة ضوئية، ويوجد حول النواة عدد من النجوم تشكل هالة حول المجرة.
ب- أبعاده : أبعاد الكون خيالية والمسافات الفاصلة بين اجزاءه كبيرة جدا لذلك يستعمل الفلكيون وحدات قياس ملائمة وهي السنة الضوئية وتقيس هذه الوحدة في آن واحد المسافة والزمن ، فنحن حينما نشاهد النجم القطبي الذي يبعد عن الارض بـ 430 سنة ضوئية فإننا لانرى في الواقع إلا الضوء الذي صدر منه قبل 430 سنة .
2- المجموعة الشمسية :
أ- موقعها في الكون : هي جزء صغير من مجرة تسمى درب اللبانة وهي أي المجموعة الشمسية تبعد عن مركز الكون بحوالي 30000 سنة ضوئية وتدور الشمس كبقية النجوم حول هذا المركز (نواة المجرة) وتدوم الدورة الكاملة للمجموعة الشمسية 225 مليون سنة .
ب - عناصر المجموعة الشمسية :
* الشمس : نجم يحتل المركز يبلغ قطره 1400000 كلم وتقدر كتلته بـ 333 ألف مرة كتلة الأرض . تعرف الشمس حالة إنفجار متواصلة وترتفع درجة الحرارة على سطحها إلى 5800 ° بمقياس سلسوس وتصل إلى 15 مليون درجة بمركزها . تدور الشمس حول ذاتها وتدوم هذه الدورة حوالي 27 يوم.
* الكواكب :
عطارد
الزهرة
الأرض
المريخ
المشتري
زحل
أورانوس
نيبتون
بلوتون
مجموعة كبرى من الكويكبات والأقمار: توجد أغلب الكويكبات (حوالي 100 ألف) بين مداري المريخ والمشتري وهي لاتتشاهد بالعين المجردة نظرا لصغر حجمها . أما الأقمار فهي مرتبطة بالكواكب وتدور حولها . للأرض قمر واحد وللمشتري 17 ...كما تحتوي المجموعة الشمسية على مذنبات أشهرها هالي .
ج- أهم الظواهر الفلكية في النظام الشمسي :تتمثل في دوران الكواكب حول الشمس ويتم هذا الدوران على مستوى واحد وطبقا لمدارات شبه دائرية وينجر عن هذا الدوران بعض الظواهر الفلكية المشاهدة من الأرض كالكسوف والخسوف والشهب .
3-الأرض : شكلها وأبعادها:
أ- شكل كروي : مع تسطح طفيف عند القطبين وإنتفاخ طفيف عند خط الإستواء وهذا مايفسر أن شعاع الأرض الاستوائي يفوق شعاع الارض القطبي ( 6378 كلم مقابل 6357 كلم) وبذلك يكون خط الإستواء أكبر دائرة للأرض ويساوي طوله حوالي 40000 كلم .
ب - ميلان محور الأرض :
تدور الأرض حول محور مائل يربط بين القطبين الشمالي والجنوبي ويكون هذا المحور مع سطح الدوران زاوية قدرها 23,5 والملاحظ أن هذا الميلان ثابت طيلة السنة في إتجاه واحد وهو إتجاه النجم القطبي .
ج - أبعاد الأرض : يتحدد موقع كل نقطة من سطح الارض بمعرفة درجتي عرضها وطولها وهو مايسمى بالإحداثيات الجغرافية كما يتحدد إضافة إلى ذلك بإرتفاعها بالنسبة إلى مستوى البحر.
* درجة العرض :يحدد عرض نقطة ما من سطح الأرض بمقدار الزاوية التي يكونها المستقيم الواصل بين هذه النقطة ومركز الارض مع مستوى خط الإستواء . تتراوح درجات العرض بين 0 درجة و 90 درجة شمالا وجنوبا . وتكون كل النقاط التي لها نفس درجة العرض دائرة موازية لخط الإستواء الذي يمثل خط العرض صفر . من بين خطوط العرض الهامة فلكيا المداران (السرطان والجدي) والدائرتان القطبيتان الشمالية والجنوبية ودرجة عرض كل منهما 23,5
* درجة الطول : يحدد طول نقطة ما من سطح الأرض بمقدار الزاوية التي يكونها المستقيم الواصل بين هذه النقطة ومركز الأرض مع مستوى خط غرينيتش أو خط الطول الأصلي . تكون كل النقاط التي لها نفس درجة الطول نصف دائرة خط طول تربط بين القطبين تتراوح بين صفر درجة بالنسبة لخط غرينيتش و180 درجة شرقه أو غربه .
* الإرتفاع : يحدد إرتفاع نقطة ما من سطح الأرض بالنسبة إلى مستوى سطح البحر الذي يساوي عادة صفر متر .
الليل والنهار :ينتـج عن دوران الأرض حول محورها ـ الذي يميل بـزاويـة قدرها 27 َ 23 ْ عن المستوى الرأسي ـ أمام الشمس وجود دائرة الإضاءة ، وهي الدائرة العظمى، التي تفصل بين منتصف الأرض المضيء (النهار)، ونصفها المظلم (الليل)، وهذه الدائرة في حركة دائمة لارتباطها بحركة الأرض المستمرة أمام الشمس مصدر الضوء. أن دائرة الضوء تقسم دوائر العرض إلى قسمين متساويين فيتساوى طول الليل والنهار على سطح الأرض في الاعتدالين الربيعي والخريفي، أمّا الانقلابان الصيفي والشتوي فإن دائرة الضوء تقسم دوائر العرض التي تمر بها إلى أجزاء غير متساوية باستثناء دائرة الاستواء التي تقسمها إلى قسمين متساويين، وتلامس الدائرتين القطبيتين، . وتبعاً لوضع دائرة الضوء، أثناء الانقلاب الصيفي الشمالي، تصبح المناطق الواقعة وراء الدائرة القطبية الشمالية في نهار مدته 24 ساعة في اليوم، بينما يكون العكس صحيحاً وراء الدائرة القطبية الجنوبية، حيث الليل مدته 24 ساعة في اليوم. ويؤدي هذا إلى تزايد طول النهار بالابتعاد عن دائرة الاستواء نحو القطب الشمالي، وتناقصه بإتجاه القطب الجنوبي. والعكس صحيح في الانقلاب الشتوي الشمالي.
4-غلافات الكرة الأرضية :
1- الغلاف الجوي :
أ- تعريفه : غلاف غازي رقيق (حوالي 800 كلم ) يحيط بالأرض ويحميها من أخطار عدة كالإشعاعات الضارة وهو يصاحبها في دورانها حول محورها وحول الشمس دونه تستحيل الحياة على وجه الأرض . له قدرة كبيرة على التشبع ببخار الماء وحمل الغبار ونقله وهو يسلط على سطح الأرض ضغطا يسمى الضغط الجوي .
ب - طبقات الغلاف الجوي: 4 طبقات رئيسية :
* طبقة التربوسفير : وهي الطبقة السفلى يقدر معدل سمكها بـ 12 كلم وتحتوي حوالي 75 % من كمية الهواء وخاصة الأكسجين (بإعتباره غازا ثقيلا نسبيا) كما تحتوي أغلب الرطوبة الجوية وتنخفض الحرارة بمعدل 6 ° لكل 100 متر إرتفاعا. يتنقل الهواء في هذه الطبقة بصفة عمودية وخاصة بصفة أفقية كما تحدث فيها أهم الظواهر الجوية كالرياح والتقلبات والأمطار...
* طبقة الستراتسفير : وهي طبقة وسطى تفصلها عن التربسفير طبقة غازية رقيقة تسمى التربوبوس. توجد الستراتسفير بين إرتفاع 12 و 50 كلم تقريبا وتتميز بقلة الهواء وبالإنخفاض الشديد لدرجات الحرارة ( بين - 60°و0° ) تتوسط الستراتسفير طبقة الأزون التي تحمي الأرض من الأشعة الخطرة .
* طبقة الميزوسفير : بين 50 و 80 كلم تتدرج فيها الحرارة نحو الإنخفاض بين 0° و - 80 ° .
* طبقة الترموسفير : أو الطبقة العليا توجد على إرتفاع يفؤق 80 كلم وتتميز بندرة الهواء فيها وبتدرج الحرارة نحو الإرتفاع .
ج- أهمية الغلاف الجوي : يقوم الغلاف الجوي للأرض بدور البيت المكيف . ترسل الشمس أشعة مرئية ذات موجات قصيرة قادرة على إختراق الغلاف الجوي . ويمتص سطح الأرض وخاصة المحيطات جزءا كبيرا من هذا الإشعاع فيسخن ثم يرجع هذه الطاقة (الإشعاع الأرضي) إلى الغلاف الجوي في شكل موجات طويلة غير قادرة عل إختراق الغلاف الجوي فيمتص الهواء الملامس لسطح الأرض هذه الطاقة ويختزنها عن طريق بخار الماء العالق به فترتفع درجة حرارته ويساهم من جديد في تسخين سطح الأرض .
وهكذا فإن الغلاف الجوي يختزن الطاقة الشمسية ودون ذلك تستحيل الحياة على الأرض ولعرف المناخ الأرضي انخفاضا كبيرا في درجة حرارته . والملاحظ أن ارتفاع نسبة أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بسبب التلوث الصناعي ووسائل النقل والإشعاعات النووية وغيرها يزيد من قدرة الهواء على إختزان الحرارة وإرتفاع درجاتها مما يخل اليوم بالتوازنات المناخية والبيئية ويزيد من سرعة ذوبان الجليد في القطبين وبالتالي إرتفاع مستوى البحار والمحيطات ....
الغلاف المائي والجليدي : غلاف متكون من المياه البحرية والقارية السائل منها والمتجمد يقدر حجمها بـ 1987 مليون كلم مكعب.
1- المياه البحرية : تمثل الجزء الأكبر من الغلاف المائي 96.5 % منه وتغطي مساحة شاسعة من سطح الأرض تقدر بـ 70.8 % أي 361 مليون كلم مربع . تعطي هذه المياه للأرض لونها الأزرق الذي يميزها عن بقية كواكب المجموعة الشمسية تتجمع فتكون البحار والمحيطات .
أ- خصائص المياه البحرية : تتميز بملوحتها حيث تحتوي أملاحا مختلفة ويقدر متوسط نسبة الملوحة بـ 34.72 غرام في اللتر الواحد . إن نسبة ملوحة المياه العميقة أكثر من 200 متر مستقرة ولكن نسبة ملوحة المياه السطحية متغيرة في المكان بتأثير عدة عوامل كأهمية التبخر والتساقطات كما تتأثر في السواحل بكثرة المياه العذبة التي تصبها الأنهار وكذلك بالموقع الفلكي ... لذا فغن الملوحة ترتفع في بحار المناطق الحارة والجافة وتنخفض ببحار المناطق الباردة وخاصة التي تصب فيها الأنهار بكثافة .
تتكيز أيضا بإختلاف درجة حرارتها حسب خطوط العرض والعمق وتتأثر بكمية الإشعاع الشمسي التي تصلها وبما أن الكمية تتدرج بالإنخفاض من المناطق البيمدارية (+30°) إلى المناطق القطبية أين تصل إلى 15 ° تحت الصفر لكن هذا التوزع العام يتأثر بعوامل أخرى كالتيارات البحرية الدافئة والباردة . أما بإتجاه العمق فإن المياه البحرية تنتظم في شكل طبقات مائية مختلفة الحرارة إذ تتميز الطبقة السطحية عن الطبقات السفلى بإرتفاع درجات حرارتها وتغيرها
التجوية :
وهي التفكك والتفتت والتلف الطبيعي والعطب الحتمي للصخور عند ملامستها لعناصر الطبيعة من ماء وهواء وكائنات حيوية، فهي إذن نوع من التلاؤم والتكيف الصخري مع عناصر بيئة جديدة، تطرأ عندما تنكشف الصخور على السطح، وهي مختلفة تمامًا عن الظروف الطبيعية السائدة داخل أعماق القشرة الأرضية، حيث تكونت هذه الصخور. وتتم التجوية بواسطة مجموعة من العمليات، الميكانيكية والكيميائية والحيوية، بيد أنها تصنف عادة إلى نوعين رئيسين هما: التجوية الميكانيكية والتجوية الكيميائية.
التجوية الميكانيكية :
هي تفكك الكتل الصخرية إلى أجزاء صخرية صغيرة، بواسطة مجموعة من العمليات الميكانيكية، دون أن يطرأ أي تغيير على التركيبة المعدنية، ولا الكيميائية للصخور المجواة: فلا ينضاف إلى الصخور ولا ينتزع منها أي عنصر كيميائي .
من أهم أنواع التجوية الميكانيكية نذكر العمليات التالية: الانفراط (، التفلق أو التهشيم)، التقشر ، والتشظي ..
أما وسائل التجوية الميكانيكية الأكثر شيوعًا فتتجلى في:
1- التفاوت الحراري بين درجة الحرارة بالليل ودرجة الحرارة بالنهار (أو بين درجة الحرارة في الموسم البارد أو الرطب، ودرجة الحرارة في الموسم الجاف أو الحار)، والذي ينتج عنه تعاقب الانكماش والتمدد بالنسبة للمعادن المكونة للمستويات السطحية للصخور، الأمر الذي يفضي إلى إضعاف الصخر وانفصال جزيئاته عنه ، إلا أن فشل التجارب المخبرية التي أجريت من أجل إثبات تفكك الصخور بفعل التفاوت الحراري، دفع بعض الجيومورفولوجيين إلى عدم اعتبار هذا العامل (انظر روجيه كوك/ ;Roger Coque 1998م)، بالرغم من كون الشواهد الميدانية الكثيرة، تؤكد على فاعليته، بالمناطق المدارية وخصوصًا بالمناطق الصحراوية.
2 - فعل الصقيع : ويعرف أيضًا بالتجمد(الجيومرفولوجي ماكس. ديرو، )، ولا أحد يشك في فاعلية هذا العامل (انظر روجي. كوك/ ;R.Coque 1998م)، بل ويرى البعض أنه أشد بأسًا أو على الأقل أوضح تأثيرًا من عامل التفاوت الحراري .
بالإضافة إلى هذين العاملين، تلعب الحيوانات والنباتات أيضًا دورًا في التجوية الميكانيكية، حيث يؤدي تراكم فعل الحيوان والنبات، لفترات زمنية طويلة إلى الإسهام - بشكل فعال - في إضعاف وتفكيك الصخور، وبالتالي تهيئتها للتجوية الكيميائية.
التجوية الكيميائية :
والمقصود هو تحلل معادن الصخور نتيجة للتفاعلات الكيميائية مع عناصر الغلاف الجوي والغلاف المائي (الهواء والماء)، وذلك بتدمير البنية الداخلية للمعادن، التي تحل محلها معادن جديدة متلائمة مع عناصر البيئة الجديدة، ونتيجة لذلك فإن التركيبة الكيميائية والمظهر الخارجي، للصخرة يتغيران.
وأبرز التفاعلات الكيميائية (أو عمليات التجوية الكيميائية) هي: التميؤ أو التحلل المائي ، الإذابة ، والأكسدة
نتائج التجوية:
أ - وشاح الحطام : يعتبر وشاح الحطام الناتج الأهم، والأكثر انتشارًا للتجوية، حيث يغطي كل النطاقات المناخية على سطح الأرض، وهو عبارة عن غلاف سطحي غير متصل من الحطام الصخري المتآكل والمتحلل محليٌّا بفعل التجوية، هذا الوشاح يغطي الصخور الأصلية الصلبة والسليمة (الصخرة الأم)، ويتراوح سُمْكُه من بضع سنتيمترات إلى مئات الأمتار بحسب: الظروف المناخية، ونوعية الصخور المجواة، وطول الفترة التي تعرضت فيها الصخور لفعل التجوية.
ب - التربة : وتمثل الجزء العلوي لوشاح الحطام، وهي تتكون من أجزاء صخرية دقيقة، ومعادن جديدة تكونت بفعل التجوية، بالإضافة إلى كميات متنوعة من المواد العضوية المتحللة، وهي عبارة عن تطور سطحي لوشاح الحطام نتيجة للتدخل المباشر للعوامل الحيوية (م.كامبي/ ,M.Campy ج.ج.ماكير/ ;J.J.Macaire 1989م).
ب - 1- عمليات تكوين التربة: تتكون التربة نتيجة لمجموعة من العمليات الطبيعية والكيميائية والحيوية، تؤدي إلى تحوير الصخور الأصلية غير العضوية والخالية من مظاهر الحياة، إلى تربة زراعية نشيطة مليئة بالحياة، ومن أهم هذه العمليات نذكر: الغسيل ، الإزالة ، الترسيب أو التراكم (Illuviation)، التكلس (Calcification)، التملح (Salinisation) وغيرها .
وتمتاز الترب الناضجة - التي تعرضت لفعل العناصر الطبيعية والكيميائية والحيوية لفترات زمنية كافية - بمقطع (Profile)، يشتمل على عدد من الآفاق (Horizons) المتفاوتة في سمكها وفي مكوناتها من مكان لآخر، وهي ثلاث طبقات من أعلى إلى أسفل: الأفق (HorizonA)A، الأفق (HorizonB) B والأفق (HorizonC)C. وترتكز هذه الآفاق الثلاثة على الصخر الأصلي الصلد، السليم .
ب- 2 -عمر التربة: تعتبر عملية تكوين التربة، عملية طبيعية بطيئة للغاية، قد تحتاج إلى آلاف بل إلى ملايين السنين: فعملية تكوين تربة الكيرنوزيم (أو الشيرنوزيم = (Chernozem استغرقت حوالي خمسة آلاف إلى عشرة آلاف سنة وتربة الرندزينا (Rendzinas) استغرقت أكثر من عشرة آلاف سنة، كما قدر عمر تربة اليوتيسول Utisols بزمن يتراوح بين مائة وثلاثين ألف سنة ومليون سنة؛ بينما تكونت تربة السبودوسول Spodosols شمال السويد في زمن حُسِبَ بحوالي ألف إلى ألف وخمسمائة سنة .
دور الماء في التجوية:
يلعب الماء دورًا بارزًا في عمليات التجوية بنوعيها الميكانيكية والكيميائية، وذلك بواسطة العمليات التالية:
1 - في التجوية الميكانيكية:
أ - فعل الصقيع أو التجمند : يؤدي تجمد الماء - المتواجد في الفراغات داخل الصخور - وذوبانه إلى تغير متواصل في حجم الماء عندما يمر من حالته السائلة إلى حالته الصلبة، بنسبة تراوح 10%، الأمر الذي يعرض جدران الفراغات داخل الصخور إلى قوة ضغط جد مرتفعة قد تصل إلى 15 كلغ لكل سم2 - في انعدام أي تسربات - ثم إن تراكم فعل دورات التجمد والذوبان المتكررة، يؤدي إلى انفصال أجزاء أو حبيبات من الكتل الصخرية (ر.كوك/ R.Coque؛ 1998م).
ب - التفكك بفعل الماء السائل: فعل الماء السائل لوحده ، دون فعل الماء السائل المشبع بالأملاح ، حيث تؤدي التغيرات الكبيرة في كمية المياه المتواجدة داخل الصخور، إلى تغيرات مهمة في أحجام هذه الأخيرة: فانتفاخ معدن الموموريونيت - الطيني - ، نتيجة للتشبع بالماء، قد يصل إلى حوالي %60، ثم إن الانكماش الناتج عن تيبس سريع يؤدي إلى نوع من التشظي يظهر على شكل (قشور البصل) (Desquamation) أو على شكل مضلعات (ر.كوك/ R.Coque؛ 1998م).
في التجوية الكيميائية: يقول ماكس ديرو في كتابه (مبادئ الجيومورفولوجيا) - عند حديثه عن الفساد الكيماوي للصخور (أي التجوية الكيميائية): (ويندر أن يحدث في حالة الجفاف بل على العموم بواسطة الماء)، ويتم فعل الماء بواسطة عمليتين أساسين هما، التميؤ والإذابة:
أ - التميؤ أو التحلل المائي : وهو عبارة عن تفاعل كيميائي بين الماء وبين أحد العناصر المكونة للصخر، حيث يتحد -OH مع أحد أجزاء الصخر و H+ مع جزء آخر، فينشأ عنصر آخر أقل تماسكًا من العنصر الأصلي، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف تماسك وصلابة الصخر، ومن أحسن وأشهر الأمثلة على ذلك، تحول معادن البلاجيوكلاز (Plagioclase) - والذي يوجد في عدد كبير من الصخور، الباطنية والمتحولة والرسوبية - بفعل التميؤ إلى معادن طينية:
البلاجيوكلاز + الحامض الكربوني + الماء >>>>> عناصر متحللة + طيني
ب - الإذابة (Solution): هي أولى مراحل التجوية الكيميائية وتتم عبر عملية تحلل تام لمعادن الصخور - كالصخور الملحية أو الأحجار الجيرية - إلى الأيونات (Ions) التي تتكون منها هذه المعادن، بفعل مياه الأمطار.
ويلاحظ أن تحليل المياه الجارية يعطي فكرة عن الصخور التي مرت بها لما تحتويه من مواد ذائبة، كما أن وجود ثاني أكسيد الكربون الذائب بالماء يزيد كثيرًا من نسبة ذوبان كربونات الكالسيوم .
دور الماء في إنضاج التربة (ج.توريز/ J.Thorez؛ 1992م):
تبدأ التربة في التكوين والتشكل مباشرة بعد تواجد أدنى أثر لحياة نباتية أو حيوانية في الجزء السطحي المتفكك الهش، بعد أول تحلل جيوكيميائي (التجوية) للأساس الجيولوجي (الصخرة الأصلية)، ويمر تكوين التربة بثلاث مراحل هي: تحلل الصخرة الأصلية (المرحلة الأولى)؛ التوفير المتزايد للمواد العضوية (المرحلة الثانية)؛ وتطور التربة وتمايز آفاقها (المرحلة الثالثة)، وخلال هذه المرحلة يتم - عبر الحركات العمودية للماء (من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى، حسب الفصول) - نقل عناصر وجزيئات طينية بالإضافة إلى عناصر ذائبة ومتحللة (أملاح الكالسيوم، أكاسيد الماء، طين، وذبال)، وانتقالات تلك العناصر من أعلى إلى أسفل أو من أسفل إلى أعلى - بواسطة الماء - من شأنها إنضاج التربة وتمييز آفاقها.
أهمية التجوية : من دون حصول التجوية فإن القارات ستظهر على شكل صخور صلدة قاسية، خالية من أي غطاء ترابي، وبالتالي سوف تستحيل حياة النبات والحيوان على هذا الكوكب (و.ك.هامبلن/W.K. Hamblin؛ إ.هـ.كريسيانسن/ E.H .Christiansen ؛ 2001م).
أهمية التربة في حياة الإنسان : للتربة في حياة الإنسان دور أساس وحيوي جدٌّا. وبدون استغلالها لا يمكن لحياة المجتمعات الإنسانية أن تستقيم، إذ تقوم بأربعة أدوار رئيسة بالنسبة لحياة الإنسان وصحته (أ.رويلان/ A.Ruellan، م.دوسو/ M .Dosso؛ 1993م). وهذه الوظائف هي ما نطلق عليه الأدوار.. كما يلي:
1 -الدور الحيوي: فالتربة تؤوي ــ جزئيٌّا أو كليٌّا ــ العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية؛ كما أن الكثير من الدورات الحياتية تمر عبر التربة، التي تمثل جزءًا مهمٌّا جدٌّا من العديد من الأنظمة البيئية.
2 -الدور الغذائي: تحتوي التربة على عدد من العناصر الضرورية للحياة (الماء، الهواء، الكالسيوم، البوتاسيوم...)، تجمعها التربة وتضعها رهن إشارة النباتات والحيوانات.
3 - الدور البيئي (أو دور المصفاة): وذلك بتنقية المياه التي تنفذ عبر التربة وبالتالي تحسين جودتها الكيميائية والحيوية، قبل أن تعود مرة أخرى لملء العيون والآبار والأنهار، وقد تم استغلال هذه الخاصية بتصنيع مصافٍ طينية لتنقية وتطهير المياه المستعملة (مياه الصرف الصحي)، من أجل إعادة تدويرها.
4- دور مادة البناء: حيث تستعمل التربة كركيزة وكمادة بناء في نفس الوقت لتشييد البنايات والطرقات والقنوات والسدود...، كما تستعمل كمادة أولية أساسية في الصناعات الخزفية.