الهضاب
يقصد بمصطلح "هضاب"، تلك المناطق الواسعة، التي ترتفع فوق مستوى ما يجاورها من أراضي، وتتميز بأن أسطحها العليا شبه مستوية، وجوانبها شديدة الانحدار، كما يوضح
وتختلف الهضاب، من حيث الشكل التضاريسي، والحجم، والامتداد، والتكوين الجيولوجي، والنشأة، والتطور الجيومورفولوجي، وعلى أساس اختلاف نشأة الهضاب وظروف تكوينها، يمكن تمييز المجموعات الهضبية التالية:
1- الهضاب البركانية :هي الهضاب، التي تتألف أساساً من مصهورات، ومواد لافية انبثقت من باطن الأرض. ويعزى ظهورها، على شكل غطاءات لافية هضبية عظمى، إلى خروج اللافا واندفاعها من باطن الأرض من خلال فتحات، وشقوق، وفوهات متعددة، وبالتالي لا تتجمع وتتجه من المنحدرات العليا إلى المناطق السفلى، وتغطى الأرض بطبقة سميكة من الطفوح البركانية. ويتوقف اتساع هذا النوع من الهضاب على مدى حجم المصهورات اللافية من جهة، ومدى توالي حدوث الثورانات البركانية من جهة أخرى. وتنتشر الهضاب البركانية فوق أجزاء واسعة من جزيرة آيسلند، وشمال هضبة الدكن في شبه القارة الهندية، وهضبة دراكنزبرج في جنوب أفريقيا، وهضبة برانا في جنوب البرازيل، والهضاب البركانية في أورجواي والأرجنتين، والهضاب البركانية إلى الشرق من بحيرتي طبرية والحولة جنوب غرب سورية
2- الهضاب الصدعية : ينشأ هذا النوع من الهضاب أساساً بفعل الصدوع. ويمكن، تبعاً لاختلاف حجم الهضاب وطبيعة الصدوع التي تشكلها، تصنيف ثلاث مجموعات رئيسية منها، وهي:
أ- الهضاب الصدعية القارية عظيمة الحجم : تشتمل هذه المجموعة على الهضاب القارية، التي انفصلت بعضها عن بعض خلال عصور جيولوجية ما بسبب زحزحة القارات، وتتسم معظم هذه الهضاب باتساع مساحتها وعظم أبعادها. ومن أبرز هضاب هذه المجموعة، هضبة سيبيريا، وهضبة شرق البرازيل، وهضاب جنوب شبه الجزيرة العربية، وهضبة غرب استراليا. ونتيجة لنشأة هذه الهضاب من كتل قارية قديمة جيولوجياً، تعرضت لفعل عوامل التعرية المختلفة خلال فترات التاريخ الجيولوجي الطويل، تميزت باستواء سطحها وقلة درجة تضرسها.
ب- الهضاب الصدعية متوسطة الحجم Massif :تعرضت هذه الهضاب لحركات تكتونية عنيفة، صاحبتها حركات صدعية شديدة، أدت إلى تقسيم طبقاتها وزحزحتها رأسياً وأفقياً، كما تأثرت بعض أجزائها بطغيان البحر المجاور خلال عصور جيولوجية مختلفة، ثم انحصر البحر عنها ثانية خلال عصور جيولوجية لاحقة، نتيجة لتعرضها من جديد لحدوث حركات رفع تكتونية تدريجية، يصاحبها حركات صدعية. ومن ثم يتميز التاريخ الجيولوجي لهذا النوع من الهضاب بالتعقد. ومن أفضل الأمثلة على هذه المجموعة، هضبة المزيتا الأسبانية، وهضاب بريتاني في فرنسا، وهضبة بيدمنت شرق أمريكا الشمالية.
ج- الهضاب الصدعية المرفوعة (الضهور الصدعية ) :تتكون هضاب هذه المجموعة، نتيجة لتعرضها لصدوع مركبة متجاورة ومتوازية، بحيث تؤدي إلى بعض أجزاء من الكتل الصخرية، ورميها إلى أعلى، وظهورها على شكل هضاب صدعية أعظم منسوباً مما تجاوره من أراضي، وتعرف في هذه الحالة باسم الضهور الصدعية، أمّا إذا كانت رمية الكتل الصخرية إلى أسفل، بحيث تظهر على شكل أحواض صدعية منخفضة المنسوب، فتعرف حينئذ باسم الأغوار الصدعية . وأطلق جونسون على هاتين الظاهرتين مصطلح الكتل الأخدودية . ومن أفضل أمثلة هذه المجموعة، هضاب شرق أفريقيا، وهضاب حوض نهر الأردن، وهضاب القسم الأوسط من ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية.
الجبال
يقصد بالجبال الأراضي المرتفعة عما يجاورها من أراض. وقد حدد الجيولوجيون بأن الجبال تقع عادة فوق منسوب 2000 قدم فوق منسوب سطح البحر، أمّا الأراضي التي تقع دون هذا المنسوب فتعرف بالتلال ولكن من دراسة التوزيع الجغرافي للجبال واختلاف منسوبها بالنسبة لسطح البحر، تبيّن أن أهم ما يبرزها بالنسبة لما حولها من الأراضي المختلفة عظم منسوبها عن تلك الأراضي المجاورة لها. وتختلف الجبال من حيث نشأتها والعوامل، التي أدت إلى تكوينها وظهورها، والأزمنة الجيولوجية التي تنتمي إليها، وتنحصر الجبال تبعاً لذلك فيما يلي:
1- الجبال البركانية : تتألف الجبال البركانية أساساً من المخروطات البركانية . وعلى الرغم من انتشار المصهورات البركانية في أجزاء واسعة من سطح الأرض، إلاّ أن الجبال البركانية تعد محدودة الانتشار. ويرجع ذلك إمّا إلى ظهور معظم المصهورات البركانية فوق سطح الأرض على شكل غطاءات وهضاب لافية، أو إلى إزالتها خاصة بعد توقف النشاط البركاني وانخماده بفعل عوامل التعرية والتجوية. ويرتبط التوزيع الجغرافي للجبال بمناطق الضعف الجيولوجي، لذا يتمثل أعظم نطاقها على طول سواحل المحيط الهادي (حلقة النار) فتظهر في الجانب الشرقي في أجزاء متفرقة من مرتفعات الأنديز في أمريكا الجنوبية، ومرتفعات سيراماديرا الغربية في أمريكا الوسطى والمكسيك، ومرتفعات الكاسكيد غرب الولايات المتحدة الأمريكية، ومرتفعات كولومبيا البريطانية، وتتمثل في الجانب الغربي في جزر اليابان، وجزر كوريل، وأجزاء متناثرة من الجزر المحيطية في شرق آسيا وجنوبها الشرقي، وخاصة في جزر الفلبين. وإلى جانب هذا النطاق الرئيسي، تظهر الجبال البركانية كذلك في مناطق متفرقة منها جزر هاواي، وجزيرة مدغشقر، وفي هضبة البحيرات الاستوائية، وبراكين حوض البحر المتوسط، وبراكين البحر الكاريبي، وبراكين جزيرة آيسلند.
ويتزايد حجم الجبال البركانية بزيادة عظم انبثاق المصهورات البركانية من فوهة البركان. وعلى ذلك قد يبدو بعض الجبال البركانية على ارتفاع عشرات الأمتار فقط من منسوب سطح الأرض المجاور، بينما يظهر بعضها الآخر على ارتفاع مئات الأمتار فوق سطح الأرض المجاورة.
2- الجبال الصدعية : تتكون بعض الجبال بفعل حركات التصدع، التي تتعرض لها صخور القشرة الأرضية. ويعد الحوض العظيم في جبال الروكي ـ غرب الولايات المتحدة الأمريكية ـ أبرز مثال لهذا النوع من الجبال، التي تحصر بينها أحواضاً صدعية هابطة. ومن ثم يطلق الجيولوجيون على المظهر التضاريسي العام للجبال الصدعية اسـم ظاهرات الأحواض والسلاسـل الجبلية الصـدعية يمكن تمييز نوعين رئيسيين من الحافات الصخرية وهما:
أ- الحافات الصدعية: ويقصد بها الجبال والحافات الصخرية، التي نتجت أساساً بفعل الانكسارات، ونشأت على طول أسطحها.
ب- حافات أسطح الصدوع: وتعني الجبال والحافات الصخرية، التي نتجت أساساً بفعل عوامل التعرية والتجوية على طول أسطح الانكسارات أو بجوارها.
ومما سبق، يتضح أن الحافات الصدعية تتكون خلال حدوث عمليات التصدع نفسها، في حين تتشكل حافات، وجبال أسطح الصدوع، بعد حدوث عمليات التصدع بمدة من الزمن، يتوقف طولها على مدى فعل عوامل التعرية واختلاف التركيب الصخري.
3- الجبال الالتوائية : تعد الجبال الالتوائية أهم مجموعة من السلاسل الجبلية فوق سطح الأرض، نظراً لعظم امتدادها وتشكيلها أجزاء واسعة من القشرة الأرضية. وتختلف مجموعة الجبال الالتوائية عن جبال المجموعتين السابقتين، ويرجع ذلك إلى أن نشأة الجبال الالتوائية لا ترجع إلى أثر انبثاق مصهورات لافية، أو رفع كتل صخرية وهبوط أخرى بفعل الصدوع، وإنما تكونت في أحواض بحرية عظمى، تعرضت لعمليات رفع تكتونية، أدت إلى انثناء الطبقات الصخرية والتوائها، وقد تتعرض جبال هذه المجموعة لحدوث البراكين والزلازل والصدوع، ومن ثم فهي تسهم في تشكيل مظهر بعض أجزاء هذه الجبال، ولكنها لا تؤدي إلى نشأتها أو تكوينها.وتختلف الجبال الالتوائية من جزء إلى آخر، ويرجع هذا الاختلاف إلى العاملين التاليين:
أ- طبيعة اتساع الأحواض البحرية التكتونية، التي تجمعت فيها رواسب ومواد هذه الجبال. ويتشكل سمك الطبقات الصخرية وتكوينها الجيولوجي، تبعاً لظروف تراكمها فوق أرضية الأحواض البحرية التكتونية .
ب- مدى قوة الحركات التكتونية، التي أدت إلى رفع الطبقات الصخرية والتوائها والأزمنة الجيولوجية المختلفة، التي حدثت خلالها تلك الحركات. فقد أعطت حركات الرفع التكتونية، التي حدثت خلال أزمنة جيولوجية قديمة، الفرصة لعوامل التعرية المختلفة في أن تنحت هذه الجبال وتشكلها بظواهر متنوعة. أما تلك التي حدثت خلال أزمنة جيولوجية حديثة، فلم تعط الوقت اللازم لعوامل التعرية كي تقوم بمثل العمل، الذي قامت به في تشكيل الجبال الالتوائية القديمة جيولوجياً.
الكثبان الرملية
عندما تفقد الرياح سرعتها فجائياً أو بالتدريج، ينجم عن ذلك أن يتعرقل تأثيرها بوصفها عامل نحت أو يتوقف، ومن ثم ترسيب حمولتها من المفتتات الصخرية المختلفة على شكل ظاهرات جيومورفولوجية متنوعة، وأهم هذه الظاهرات، الناجمة عن فعل إرساب حمولة الرياح، الكثبان الرملية بأشكالها المختلفة. ويُطلق لفظ كثيب على التلال الرملية، التي يختلف ارتفاعها من بضعة أقدام إلى عشرات الأمتار. وقد يكون العامل المساعد في بداية تكوين الكثيب تعرض الرياح لحاجز أو مانع في طريق اتجاهها، مثل تل، أو شجرة، أو بناء ما، تعمل على عرقلة حركة الرياح وإرغامها على إرساب حمولتها من الرمال، أو إلى إضعاف سرعة الرياح وعدم قدرتها على نقل ما تحمله من رواسب، أمّا إذا تميزت الرياح بشدة سرعتها من ناحية وقدرتها على نقل كميات هائلة من الرمال ثم تتوقف فجأة، فقد تتكون كثبان رملية كبيرة الحجم يراوح ارتفاعها من 50 إلى 150 متراً، كما هو الحال في بعض أجزاء من الصحراء الكبرى في أفريقيا وصحراء كلورادو في أمريكا الشمالية.
1- كيفية تكوين الكثبان الرملية :عندما تضعف قوة الـرياح، تتساقط حمولتها من الرمال متجمعة فوق بعضها وتتراكم عادة على الجانب المواجه لاتجاه الرياح ، وقد يتبقى بعضها في أعالي الكثيب ، ويتدحـرج بعضها الآخر على الجانب المظاهر للـرياح ، وتتشكل عملية تدحرج ذرات الرمال وتزحلقها بفعل الجاذبية الأرضية، وبالتالي تعمل الرياح على تسوية الجانب المواجه لهبوبها، في حين يراوح انحدار الجانب المظاهر بين 20 إلى 30 درجة، وعلى ذلك، فإن أول مراحل تكوين الكثيب تجمع الرواسب على الجانب المواجه للرياح أكثر منه فوق الجانب المظاهر لها. وبالتالي يزداد ارتفاع الكثيب تدريجياً.وفي المرحلة الثانية، تنحدر الرمال من أعالي الكثيب بفعل الجاذبية الأرضية تحت أقدام الجانب المظاهر لاتجاه الرياح، وتكون انحداراً شديداً، إذا ما قورن بدرجة انحدار السطح المواجه لاتجاه الرياح.وفي المرحلة الثالثة، يظهر الاختلاف واضحاً بين كل من الانحدار البسيط المواجه للرياح والانحدار الشديد المظاهر لها، إذ تتجمع الرمال على الجانب الأول وفوق أعاليه، وتنحدر تدريجياً بفعل الجاذبية على الجانب الآخر، الذي يتميز بتأثره بفعل الدوامات الهوائية، (التيارات العكسية، التي تُسهم بدورها في ارتكاز بعض حبيبات الرمال فوق قمة الكثيب، وتحول دون هبوطها تحت أقدام الانحدار المظاهر لاتجاه الرياح). ثم إن الرياح تساعد على تكوين فجوة عميقة في ظهر الانحدار، وبذلك يبدو الأخير على شكل مقعر، ويكتسب لنفسه ذراعين طويلين يمتدان مع اتجاه الرياح، كما يوضح .وتعمل الرياح على زحزحة جانبي الكثيب بدرجة أسرع منها بالنسبة للقسم الأوسط منه، ومن ثم يتخذ الكثيف شكلاً هلالياً، يُعرف باسم الكثيب الهلالي أو البرخان ، كما توضح ، ويتكون هذا النوع من الكثبان في المناطق، التي تتميز بهبوب الرياح في اتجاهات محددة ثابتة. وتتميز أسطح هذه الكثبان بتموجات ظاهرية تشبه تعاريج الأمواج على خط الساحل، وهي تدل على أثر حركة الرياح فوق أسطح الكثيب وتُعرف بعلامات حركة الرياح ، أمّا إذا اختلف اتجاه الرياح من فصل إلى آخر فلا يُساعد ذلك على تكوين الكثبان الهلالية، بل كثيراً ما تبدو التراكمات الرملية متقاطعة مع اتجاه الرياح في زوايا مختلفة، كما قد تظهر كذلك على شكل سيوف طولية رملية. ويبلغ ارتفاع بعض السيوف الرملية في صحراء إيران مثلاً نحو 250 متراً فوق مستوى سطح الأرض المجاورة لها، وتمتد لمسافات تصل إلى ثلاثة كيلومترات، وتمتد السيوف الرملية في الصحراء الغربية لمصر نحو عدة مئات من الكيلومترات، ومن أمثلتها غرد أبوالمحاريق في مصر، الذي يبلغ طوله حوالي 350 كم، وبحر الرمال العظيم، الذي يصل طوله إلى نحو 500 كم، ومتوسط عرضه نحو 150 كم، ويمتد جنوب منخفض سيوه في مصر. ويعتبر شكل الكثبان الرملية في تغير دائم تبعاً للعوامل المختلفة، التي تؤثر في تطور نموها. فمثلاً، تتكون الكثبان الرملية العرضية في اتجاه عمودي على اتجاه الرياح، التي أدت إلى تراكمها، وبالتالي، تظهر هذه الإرسابات الرملية على شكل حواجز رملية عرضية، وتعمل الرياح على نقل كميات كبيرة من الرمال المتجمعة فوق جوانب الكثبان العرضية، وينجم عنها تكوين كثبان شبه هلالية متنقلة . وتعمل الرياح أيضاً على نقل كميات كبيرة من الرمال المتراكمة فوق أعالي هذه الكثبان الهلالية وتدفعها أمامها، ومن ثم، قد تتكون كثبان طويلة أو سيفية من جديد.
2- أشكال الكثبان الرملية :تختلف أشكال الكثبان الرملية من حيث تباين انحداراتها، وأبعادها، ومظهر أسطحها، ونمطها العام، وتباين أحجامها. ومن أكثر أشكال الكثبان الرملية شيوعاً الكثيب الهلالي أو البرخان أو الغرد ويتميز هذا النوع من الكثبان الرملية بشكله الهلالي وانحداره البسيط المواجه لاتجاه الرياح، الذي يُعرف باسم الكساح، بينما يتسم الانحدار المظاهر للرياح بشدته، ويُطلق عليه اسم الصباب، وله ذراعان جانبيان أقل ارتفاعاً من الكثيب، ويشيران إلى اتجاه منصرف الرياح السائدة. وتعمل الرياح على تغيير شكل الكثيب باستمرار، فقد يتحول شكله الهلالي إلى أشكال مختلفة أخرى، منها الكثبان البيضاوية، والصغيرة الجنينية، والهلالية المركبة. ومن الأنواع الأخرى من الكثبان ما يُعرف باسم الكثبان الطولية الشكل، حيث إن طول الكثيب يفوق عرضه بكثير، ويُسمى الكثيب في هذه الحالة بمسميات مختلفة، منها العرق في شبه الجزيرة العربية، وصحراء مصر الغربية، والصحاري الجزائرية، أو السيف في صحاري ليبيا، أو الذراع في إيران، ويُعرف باسم الحافات الرملية في الصحاري الاستوائية، وتُعرف في قَطَر باسم الخيوط. ويُعرف النوع الثالث باسم الكثبان العرضية، وهي تبدو على شكل موجات رملية متتالية، بعضها أمام بعضها الآخر، وتعترض حركة الرياح السائدة، لأنها تكون عمودية عليها، ومن هنا جاءت تسميتها باسم الكثبان العرضية، وهي تتكون من جانبين، مثل الكثيب الهلالي، ينحدران في اتجاهين متضادين، الأول انحداره ضعيف ويتخذ شكلاً مقعراً، والثاني انحداره شديد وشكله مستقيم. ويُطلق على النوع الرابع اسم الكثبان الميتة، ويُقصد بها تلك الكثبان، التي تماسكت حبيباتها ولم تعد تتحرك، وتتشكل بواسطة الرياح، شأنها في ذلك شأن بقية الأنواع الأخرى من الكثبان.
3- تحرك الكثبان الرملية :إذا لم يتعرض جسم الكثيب للانضغاط من جهة، أو للتماسك بأية مادة لاحمة، بمساعدة المياه، أو جذور النباتات، من جهة أخرى، فإن الكثيب يكون في حالة عدم استقرار، وبالتالي، تعمل الرياح على نقل المفتتات الرملية من الانحدارات المواجهة لاتجاهها وإرسابها على القمم العليا للكثبان الرملية، وتتعرض الرمال في هذا الموقع الأخير إلى الزحف التدريجي نحو أقدام الانحدار المظاهر لاتجاه الرياح، ومن ثم، تتحرك الكثبان حركة تدريجية مع اتجاه الرياح، وينجم عن تحرك الكثبان أخطار كبرى على النشاط البشري، إذ تؤدي إلى هدم القرى والأجزاء السكنية من الواحات، وعليه فإن سكان الصحاري الجافة يبذلون مجهودات كبيرة لتثبيت الكثبان المتحركة وذلك بتثبيت النخيل فيها أو أي نباتات تعمل على تماسك أجزاء الكثيب، أو تُحْفَر خنادق تكون بمثابة مصايد للكثبان المتحركة.