ومن العوامل ذات الاهمية القصوى التى تتحكم فى العمليات المساحية , سواء الحسابات او العملية مايلى:
اولا: تنظيم العمل, فإن النظام له من الاهمية ما للعمل نفسة. هذا فضلا عن الحاجة الى التمرين المستمر واكتساب الخبرة بشتى السبل, وعلى الطالب ان يجنى اكبر فائدة وتحصيل اثناء دراستة العلمية.
ثانيا : قد تست: الدقة والامانة هما الدعامة الثانية وبهما يستقيم العمل. والامانة هنا هى الامانة فى دقة الرصد وفى تدوين النتائج وعدم التلفيق, فإن التلفيق وعدم الامانة لها عواقب وخيمة نفذ مالا وجهدا كبيرا فى تصحيحها.
وقد قال أ. هارى رئيس اتحاد الشركات للحديد والصلب: (انه من الامور ذات الاهمية القصوى ان يكون المرء امينا امانه مطلقة, وقرين الامانة الدقة. وكلا الامانة والدقة نجنيها بالاعمال المساحية).
تاريخ المساحة
إن منشأ علم المساحة او اقدم ما عرف عنه, كما قال هيرودوت. كان فى مصر فى عهد الملك (سيزووستريس) حوالى 1400 قبل الميلاد تقريبا. عندما اعطى هذا الملك اوامره بتقسيم الارض الى قطع بقصد فرض الضرائب عليها, ولما اغار النيل على الارض بفيضانه وأغرق بعضها, نشأت مشكلة إعادة تعيين حدود قطعة ارض كل مواطن. فأمر الملك المساحين ( وكان حينئذ يطلق عليهم Rope stretchers اى شادى الحبل) بتعين هذه الحدود من جديد
لردها الى اصحابها. وقد ابتدأ علم المساحة جديا عام 120 قبل الميلاد, عندما ادخل هيرون (Heron) اليونانى العلوم فى فن المساحة. وهو يعتبر رائد المساحة الأول .
اما المساحة الجيوديسية الدقيقة فقد بدأت فى عصر (ارسطوثنيس) بالأسكندرية, ولكنها اخذت صورتها الجدية فى القرن السابع عشر فى عصر نيوتن. وكان بطليموس (85-165) ميلادية اول من قسم الدائرة الى 360 درجة.
المساحة واقسامها :
المساحة يمكن تعريفها على نطاق اكبر اتساعا بانها : فن وعلم, يبحث فى الطرق المختلفة لتمثيل سطح الارض, وما تحتويه من معالم طبيعية كالأنهار والهضاب والجبال والبحار والقارات, او صناعية كالمباني والقري والترع والمصارف والطرق والقناطر والسكك الحديدية وحدود الدول وكذلك الملكيات الخاصة والعامة, وبعد ذلك ترسم على خريطة بمقياس رسم معين يوافق الغرض المرسومة من اجله الخريطة, كأن يكون لبيان حدود الملكية واستنتاج مواقعها ومساحاتها, او دراسة المشروعات المختلفة او غيرها.
ونستعين فى الرسم بإصطلاحات خاصة متفق عليها. كما يجب ان يكون تمثيل الارض مظهرا مقدار الارتفاع والانخفاض فى سطحها.
وبيان المعالم الموجودة فى الطبيعة على الخريطة يسمى (عملية الرفع) ،
تنفيذ وتخطيط المشروعات من واقع الرسومات والتصميمات الموجودة بالورق يسمي (عملية التوقيع Setting out) وهى عكس عملية الرفع.
والخرائط انواع كثيرة منها ماهو للخرائط الملاحية للسفن والطائرات والخرائط الجغرافية والجيولوجية والخرائط الحربية والزراعية وغيرها.
ومجرد معرفة القوانين والمعادلات الرياضية او الطرق المساحية المختلفة غير كاف للقيام بالعمل خير قيام, بل هناك ماهو اهم من ذلك بكثير, الا وهو فن معالجة المشاكل المختلفة حيث يتطلب الامر الكثير من الخبرة والمران الصحيح حتى يتسنى اختيار انسب الطرق والاجهزة لمعالجة الموضوعات.
المساحة وأقسامها : أولا : المساحة الأرضية
اولا - المساحة المستوية: (plane Surveying)
وهي تبحث فى عمل خرائط على اساس ان سطح الارض مستوى فى المنطقة المراد رفعها. وفيها تهمل كروية الارض وهذا الاهمال لا ينتج عنه خطأ يذكر فى المساحات التى تصل الى 250 كيلو متر مربع تقريبا, وتكون الخريطة فى هذه الحالة هى المسقط الافقى لهذا السطح ولذلك تستعمل فى رفع المساحات الصغيرة او المتوسطة.
والمساحة المستوية قسمان:
المساحة الطبوغرافية:( Topographical Surveying)
الغرض منها:
1- رسم خرائط المناطق المتسعة نوعا كالمراكز والمديريات, وبيان ما تحويه من معالم طبيعية وغيرها من المعالم الصناعية كالمدن والقري والسكك الحديدية والترع وحدود البلاد.
2- بيان ارتفاعات وانخفاضات سطح الارض فى صورة خطوط كنتور او غيرها, بحيث يمكن معرفة ارتفاع اى نقطة بمجرد النظر الى الخريطة او بعملية حسابية بسيطة.
هذه الخرائط تكون غالبا بمقاييس صغيرة تتراوح غالبا بين 25000:1 , 100000:1 وهى ذات فائدة كبيرة للمهندس فى تخطيط الاعمال الهندسية على اختلاف انواعها.
3- الاستعانه بها فى الدراسات التمهدية للمشروعات كمشروعات المياه والمنشآت والطرق.
4- فى الدراسات الجيولوجية والحربية.
5- تعتبر الاساس الذي يعتمد عليه لعمل خرائط ذات مقاييس اكبر او خرائط تفصيلية.
2- المساحة التفصيلية او التفريدية (Cadastral Surveying)
الغرض مهنا رسم خرائط تفصيلية للمعالم الموجودة فى الخرائط الطبوغرافية وبيان ما تحوية الملكيات الزراعية وحدود المباني والشوارع والاملاك واراضى البناء. ويجب انتخاب مقياس رسم كبيريسمح بإظهار التفاصيل , ويمكن الحصول منها على ابعاد صحيحة بدرجة كافية من الدقة.
والخرائط التفصيلية نوعان:
أ- خرائط الارياف وتسمي (خرائط فك الزمام) ومقياس رسمها
5000:1,2500:1 شكل (1-1) يبين مثال لخريطة فك زمام.
ب- خرائط المدن تسمي (خرائط تفريد المدن) ومقياس رسمها 1000:1,500:1 .
ونظرا الى كبر مقياس الرسم وكثرة التفاصيل الواجب توافرها فى هذا النوع من الخرائط فإن دقتها تكون عادة مرتفعة.
والخرائط التفصيليه تعتبر كأساس تحديد الضرائب المستحقة على الاملاك والاراضي واساس بيع وشراء الاراضي, وتستخدم ايضا فى المنازعات القضائية وفى تقسيم الاراضي والملكيات وتعديلها ونوع ملكيتها وفى التخطيط النهائي للمشروعات.
ثانيا- المساحة الجيوديسية (Geodetic Surveying)
تبحث فى رسم الخرائط وتمثيل سطح الارض على اساس الشكل الحقيقي للأرض, اى تؤخذ كروية الارض فى الاعتبار وذلك لان المناطق المطلوب رسم خرائط لها فى هذه الحالة تكون كبيرة وشاسعة مما يؤدى الى ظهور تاثير كروية الارض عند اسقاط الخرائط على المستويات الافقية. لذلك نتبع طرقا دقيقة واجهزة خاصة فى هذا النوع من المساحة, ومقياس الرسم عادة يكون صغيرا جدا.
المساحة الجيوديسية هى اساس المساحة المستوية، فإننا اذا اردنا القيام بعمل مساحة لدولة او اقليم نقوم اولا بعمل خرائط المساحة الجيوديسية له لبيان الحدود الخارجية ونقط الضبط والشكل الطبوغرافي العام. يتبع ذلك عمل الخرائط الطبوغرافية لبيان المعالم العامة بانواعها المختلفة, ثم يلي ذلك انشاء الخرائط التفصيلية لاخذ القياسات وبيان التفاصل.
ثالثاً- المساحة الجوية
هى فرع حديث من فروع علم المساحة ، ويستخدم فيه التصوير الجوى بواسطة الطائرات ، وتجمع الصور الجوية للمنطقة المرفوعة بطرق فنية خاصة للحصول على خريطة مصورة كاملة لها ، لذلك تسمى فى بعض الأحيان بالمساحة التصويرية .Arial Photogrammetry
ويعتبر المسح الجوى ،الطريقة الوحيدة لإنشاء خرائط للأقاليم التى لايمكن الوصول إليها ، كذلك تفضل هذه الطريقة فى عمل خرائط للمساحات الشاسعة خاصة الصحارى أو إذا كانت طبيعة الأرض وعرة أو مغطاة بالغابات أو تنتشر فيها المستنقعات . إذ أن إجراء مساحة لها بطرق المساحة الأرضية العادية يحتاج إلى سنوات ، فضلاً عن تكاليفها الباهظة .
وقد بدأ تقدم المساحة الجوية بطيئاً حتى قيام الحرب العالمية الأولى عام 1914 ، فأخذت تسرع فى تقدمها بدرجة محسوسة ،إذ برزت أهمية التصوير الجوى للأغراض العسكرية والمدنية على السواء .
وبعد الحرب العالمية الأولى اخترعت آلات للتصوير للحصول على أدق الصور الجوية وأوضحها وآلات لتجسيم الصور وتوقيعها على الخرائط تعتمد فى تشغيلها على حسابات معقدة.
وتستخدم المساحة الجوية الآن فى إنشاء الخرائط لمواقع المشاريع الهندسية الكبيرة ، كالخزانات والسدود ، وفى إنشاء الخرائط الطبوغرافية ذات الفواصل الكنتورية الصغيرة .
كما أن لها أهمية كبرى فى العمليات الحربية ، حيث يتمكن الجيش من خلالها من معرفة أماكن تجمعات العدو ومواقعه ومخازن الذخيرة ، وكذلك معرفة طبيعة سطح الأرض فى المنطقة لتحديد تحركات القوات
كما أن لها إستخدام فى الحياة المدنية حيث تستخدم فى إنشاء الخرائط الجيولوجية وخرائط تصنيف التربة .
هذا بالإضافة إلى كونها تعطينا صورة حقيقية لسطح الأرض موضحة بها كافة المظاهر والمعلومات الطبيعية والبشرية .
وبالرغم من أن العمل المكتبى أكثر تعقيداً ، إلا إن المساحة الجوية أسرع من ناحية الوقت وأوفر فى الجهد لإنتاج الخرائط لمساحات كبيرة من سطح الأرض إذا ماقورنت بوسائل المساحة الأرضية .
رابعاً : المساحة البحرية :Marine Surveying
يختص هذا النوع من المساحة بإنتاج خرائط مساحية بحرية ،تهتم بطبيعة الحال بالمعلومات الموجودة فى المناطق المغطاة بالمياه مثل البحار والمحيطات والخلجان والبحيرات والأنهار وغيرها .
وقد أنتجت الخرائط البحرية أساساً لإستخدامها فى الملاحة البحرية ،ولازال إنتاجها حتى الآن يدور طبقاً للمطالب الخاصة بالملاحة .
لذلك نلاحظ أن معظم عمليات المسح البحرى تجرى فى المناطق التى تسلكها السفن لتأمين سلامتها. والقليل من عمليات المسح البحرى الذى يجرى لغرض البحث العلمى .
وتبين الخرائط البحرية تضاريس الأعماق من إرتفاعات وإنخفاضات تحت سطح الماء ، ويؤخذ فى الاعتبار حركة المد والجزر ، كما يبين عليها بدقة شكل الشريط الساحلى ، وما عليه من ظواهر طبيعية وبشرية يمكن إستخدامها كعلامات لإرشاد السفن .
ويستخدم لإجراء عمليات المسح البحرى ، اجهزة خاصة لقياس المد والجزر وحسابه ، وكذا لقياس الأعماق ، وأجهزة أخرى لتحديد المواقع أثناء العمل بالنسبة لبعض الشواهد أو الظاهرات الموجودة على الساحل