المساحة والجيوديسيا وأخطاء التوتال (احداثيات ومنسوب)
يقف المساح أو أخصائي المساحة حائرا عندما يربط محطة الرفع الشاملة (التوتال استيشن) ويجد أن هناك خطأ في الإحداثيات يتضاعف
معه هذا الخطأ وقمنا بحل هذا العطب وكان السر في الأسكيل فاكتور الخاص بالموقع
للموضوع اضغط هنا
لكن هل يختلف المنسوب الذي نحصل عليه من جهاز GPSعن المنسوب الذي تعتمده المحطة الشاملة؟؟ بالطبع يختلف كلا المنسوبين
وبالتالي لابد من معالجة أرصاد الجي بي اس الخاصة بثوابت الموقع قبل العمل بالمحطة
الشاملة ولتوضيح ذلك أكثر
العلاقة بين علم المساحة وعلم الجيوديسيه
كلاهما في تعريفه البسيط هو علم القياس وانتاج الخرائط على سطح الارض ويرى
البعض ان المساحة هي جزء او فرع من فروع علم الجيوديسيا فعلم الجيوديسيا ينظر الى
كوكب الارض بكامله او على الاقل لأجزاء كبير منه( قاره او دوله) و يضع القوانين الرياضية
والمعادلات التي تعتمد على القياس على الشكل الكامل او الحقيقي لهذه الارض بينما
علم المساحة يتعامل غالبا مع اجزاء صغيره من الارض بحيث من الممكن منطقيا ان نرى
هذا الجزء البسيط بانه مستوى وليس كوكبا مجسم وبالتالي يتم تبسيط المعادلات الرياضية
و طرق الحساب ومن هنا يمكننا القول ان المساحة هي تبسيط لطرق القياس في جزء صغير
من الارض بدلا من الطرق والنظريات الجيوديسيه التي تتعامل مع مجسم الارض كله بينما
يرى البعض الاخر ان علم المساحة (القياس في مساحه صغيره من الأرض ) قد عرفته البشرية اولا ثم تلاه ظهور علم
الجيوديسيا لاحقا (القياس في مساحه كبيره من الارض )حيث يمكن القول ان المساحة الجيوديسيه هي احد افرع علم المساحة وكلا
الرأيين جدير بالاحترام طالما كانت الفروق
النظرية والرياضية واضحة عند تطبيق كلا من المساحة والجيوديسيا
قديما كانت الفروق واضحة بين اجهزه الرصد المساحية واجهزه الرصد الجيوديسيه
فعلى سبيل المثال كان هناك اجهزه التيودوليت (اجهزه قياس الزوايا) المخصصة للعمل
المساحي لعده كيلومترات وأجهزة تيودوليت اخرى مخصصه للعمل الجيوديسي الذي يصل مداه
لعده عشرات من الكيلومترات
حديثا زاد انتشار تطبيقات التقنيات التي تعتمد على الاقمار الصناعية في
القياس على سطح الارض وخاصه تقنيه النظام العالمي لتحديد المواقع المعروف باسم
الجي بي اس هذه التقنيات او الأجهزة تستطيع القياس على سطح الارض لمسافات صغيره
جدا عده امتار او لمسافات كبيره جدا عده الاف من الكيلومترات اي انها تصلح للعمل
المساحي وللعمل الجيوديسي ايضا من هنا اصبح هناك كثير من المستخدمين يتعاملون مع
هذه التقنيات باعتبارها تقنيات مساحيه مع انهم في احيان كثيره يقومون بقياسات
جيوديسيه دون ان يدروا ذلك الفرق بين القياسات المساحية والقياسات الجيوديسيه يكون
في مساحه منطقه الدراسة
فان كانت المنطقة صغيره اقل من 50 كيلو متر مربع فيكون الافتراض الاساسي للمساحة
ما زال منطقيا ومن الممكن ان نعتبر اننا نقيس على سطح مستوى اما ان كانت منطقه الدراسة
او المشروع اكبر من هذه القيمة فنحن ننتقل من علم المساحة ونظرياته ومعادلاته الى
علم الجيوديسيا ونظرياته ومعادلاته ان لم يكن المستخدم مدركا لهذه الحقيقة فسيقع في مشاكل تقنيه تؤثر بشده على النتائج النهائية للمشروع
(القياسات والخرائط) من هنا اصبح لزاما على كل مساح او مهندس مساحه خاصه من يتعامل
مع اجهزه الرصد بالأقمار الصناعية مثل تقنيه ال جي بي اس ان يعرف ويدرس اساسيات
ونظريات علم الجيوديسيا حتى يستطيع ان يصل للدقة المطلوبة لمشروعه
و ايضا فان دراسة انواع الارتفاعات يعد من اهم مبادئ الجيوديسيا التي يجب على مهندس او اخصائي المساحة
ان يلم بها فعلى سبيل المثال فان تقنيه ال جي بي اس تعطي نوعا من الارتفاعات يسمى
الارتفاعات الجيوديسيه اي قياس ارتفاع النقطة المرصودة عن السطح الرياضي الذي يمثل
كوكب الارض بينما في المساحة التقليدية والمشروعات المدنية و الخرائط الطبوغرافية فإننا
نتعامل مع المنسوب وهو ارتفاع النقطة المرصودة عن مستوى سطح البحر اي ان هناك
نوعين مختلفين من الارتفاعات وبالتالي يجب ان يعرف
مهندس المساحة هذه الحقيقة ويعرف اسس و طرق التحويل بينهما فان لم يعرف
ذلك فانه سيعتمد الارتفاع الناتج من تقنيه الجي بي اس كانه هو المنسوب مما ينتج عنه اخطاء قد تصل الى عده امتار
في مشروعات الهندسة المدنية والتخطيط والمشروعات البيئية معظم البرامج التجارية
للحساب التي تأتي مع اجهزه الجي بي اس بها وظيفه تندرج تحت اسم الحاسب الالي Auto
Run وهي وظيفه موجهه في الاساس
للمستخدم المبتدئ لتسهل عليه اجراء الحسابات المبدئية باستخدام قيم معينه لعناصر
الحساب يفترضها البرنامج في الخطوة التالية يجب على هذا المستخدم ان يفحص نتائج هذه الحسابات المبدئية يقوم باختيار الانسب
والافضل لقيم عناصر الحساب ليحصل علي دقة افضل للنتائج لكن للأسف الشديد فان
الكثير من المستخدمين خاصه في الدول العربية لا يمتلك الخبرة والاسس الجيوديسيه
لكي يستطيع ان يقيم النتائج المبدئية ويقوم بتحسينها وبالتالي يعتمدوا هذه النتائج
كإحداثيات نهائية للمشروع مع ان دقتها غالبا لا تكون عالية
الكمبيوتر ان
قدمنا له قمامه فان الناتج سيكون قمامه ايضا مما يدل على اهميه ان يتدخل المستخدم
في طريقة و عناصر الحساب بناءا على خبرته
وفهمه لأسس علم الجيوديسيا ليضمن الحصول على نتائج افضل ودق احسن للأرصاد او
القياسات التي قام بها
فالخطأ في المنسوب عند العمل بالمحطة الشاملة قد ينتج عن
1-اعتماد منسوب الثوابت الاتي من الجي بي اس دون مراعات قيمة الحيود
بالموقع ومعالجته
2-عدم ادخال قيمة ارتفاع البرزم
3-عدم التوجيه الدقيق والرصد في منتصف عدسة البرزم
4-الرصد خارج دائرة طول نصف قطرها =المسافة بين نقطتين الربط (الأستيشن
والباك) يعني من الأخر عندما ترصد والبرزم يبعد عن الجهاز مسافة أكبر من المسافة
بينه وبين نقطة الباك يحدث خطأ في المنسوب الناتج ويتزايد هذا الخطأ بتزايد
المسافة