التطورات الحديثة في علم الجغرافيا:
التطورات
الحديثة في علم الجغرافيا يمكن أن نوجزها كالآتي:
تتميز
الجغرافيا المعاصرة بأنها ذات صبغة عالمية. ويرجع ذلك إلى عوامل عديدة نذكر منها
قيام الاتحاد الجغرافي الدولي الذي يعقد مؤتمراً كل أربع سنوات كما أن انتشار
المجلات الجغرافية بسهولة يتيح انتشار الأفكار الجغرافية. أضف إلى ذلك سهولة
انتقال المعلومات الجغرافية من قطر إلى آخر عن طريق الكتب ووسائل الإعلام
والاتصالات المختلفة والتي من أحدثها شبكة "الإنترنت" والبريد
الإلكتروني, ومما لا شك فيه أن لوسائل الإعلام المختلفة دوراً كبيراً في نشر
الأفكار الحديثة والأبحاث الجغرافية مما يساعد إلى حد كبير على عالمية الفكر
الجغرافي.
ويمكن
إيجاز أهم ما شهدته الجغرافيا المعاصرة من تطورات فيما يلي:
1.
الاتجاه الكمي وميكنة أساليب البحث: وهذا الاتجاه الجديد جاء نتيجة لانتشار
الحاسبات الإلكترونية وما أحدثته من تطورات في العمليات الرياضية، مما سهل إجراء
العمليات الرياضية المعقدة. ويطلق على دراسة استخدام الأساليب الكمية في مجال
الدراسات الجغرافية (الجغرافيا الكمية) كما انتشر كذلك الاعتماد على الآلة وبعض
برامج الحاسبات الآلية في رسم الخرائط، مما سهل إلى حد كبير إجراء البحوث ومعالجة
المعلومات الجغرافية الغزيرة والربط بينها في أوقات قصيرة نسبياً.
2.التصوير
الجوي والاستشعار عن بعد (Remote Sensing): لقد أصبحت الصور الجوية إحدى الوسائل المهمة التي تعتمد عليها
الدراسات الجغرافية المختلفة من طبيعية وبشرية. كما أن نجاح وسائل الاستشعار
البعيد في تحديد أماكن المعادن المختلفة أسهم في إعداد خرائط الثروات المعدنية
بصورة سريعة ودقيقة.
3.نظم
المعلومات الجغرافية (GIS):
تعد نظم المعلومات الجغرافية من أكثر نظم الحاسب (الكمبيوتر) شهرة واستخداماً
وكانت هذه النظم تعرف من قبل بنظم المعلومات الأرضية، ونظم المعلومات المكانية،
إلا أن مصطلح نظم المعلومات الجغرافية لقي قبولاً كبيراً لدى الباحثين في السنوات
الأخيرة. وتتميز نظم المعلومات الجغرافية بأنها تقنية حديثة ومتطورة تتيح جميع
المعلومات المكانية وحفظها وترتيبها وتصنيفها وتسهل الربط بينها وتحليلها، وتفيد
كثيراً في مجالات التخطيط العمراني وتمديدات المرافق العامة. وتعتمد نظم المعلومات
الجغرافية على ثلاث أنماط من الخرائط هي: الخريطة الطبيعية، والخريطة البشرية،
والخريطة التحليلية. ويقصد بالخريطة الطبيعية خريطة المظاهر التضاريسية المختلفة،
والخريطة البشرية خريطة المنشآت التي أقامها الإنسان، أما الخريطة التحليلية فهي
الخريطة التي تعتمد على الربط والتحليل بين الخريطتين السابقتين. وتتيح نظم
المعلومات الجغرافية الدقة والسرعة في معالجة البيانات المختلفة فتوفر الوقت
والجهد والمال.
4.تعدد
الفروع الجغرافية المختلفة والدراسات التفصيلية: لقد تشعبت الفروع الجغرافية بشكل كبير، بحيث أصبحنا نسمع
الآن عن الجغرافيا الطبية وجغرافية الطاقة، وجغرافية السياحة، والجغرافية
العسكرية، والجغرافية السلوكية والجغرافيا اللغوية... وغيرها.
كما أن الدراسات الجغرافية أصبحت تهتم بالتفاصيل الدقيقة، مثل دراسة مناخ مدينة معينة، أو دراسة استغلال الأرض في مساحة محدودة، وهكذا نجد أن الدراسات الجغرافية المعاصرة تسعى إلى التفاصيل الدقيقة وتنحى بصورة ملحوظة إلى المجالات التطبيقية.
·
محمدين، محمد محمود والفرا، طه عثمان, المدخل إلى علم الجغرافيا،(1994م),
الرياض، دار المريخ.
·
الوليعي ، عبد الله ناصر ، المدخل إلى
علم الجغرافيا الطبيعية والبشرية, (2008م), الرياض, مكتبة الملك فهد الوطنية.