لتحميل شيتات الأكسيل لأعمال المساحة والمكتب الفني . واتساب من هنا

Table of Content

مدينة سونجدو نموذجا للمدن الذكية

مدينة سونجدو نموذجا للمدن الذكية

 

مدينة سونجدو نموذجا للمدن الذكية

 

المقدمة

الموضوع

-الموقع الجغرافي لمدينة سونجدو

1-مكونات المدينة

2-التطبيقات الذكية

خطورة من كثرة الذكاء المفرط للمدينة

هل نجحت سونجدو في تحقيق أهدافها؟

الخاتمة

قائمة المصادر والمراجع

المقدمة: -

المقصود بالمدن الذكية هي المدن التي تعتمد على تقنيات الكترونية، التي خلفها اعصار تكنولوجيا المعلومات ورائه، فبدأيه من الحاضرة الرقمية الى مدينة الكترونية فافتراضية الى ان أصبحنا في المدينة المعرفية، على أساس أن المعرفة هي الحيز العام المتضمن للبيانات والمعلومات، وضع باحثين كثر تعريفات للمدن الذكية منهم:

 تعريف Droege سنة 1997: يرتبط مفهوم المدينة الذكية بالمدن الافتراضية cities virtual ومنها ظهر مصطلح cities digital ومن أشمل نتائجها فراغ إلكتروني او فراغ افتراضي.

تعريف منتدى المجتمعات الذكية Smart community Forum سنة 2006 هي النطاقات التي تقدم أنظمة ابتكار وتقنيات اتصالات والمعلومات للمجتمع المحلي communication and information technologies، أي تجمع بين ذكاء الافراد والمؤسسات التي تعزز التعلم والابتكار والفراغات الرقمية مما يتيح إبداع وادارة المعرفة.

تعريف Azamatعام 2011 المدينة الذكية هي تجمع عمراني يرتكز على ثالثة ركائز أساسية: ركيزة تقنيه وركيزة اجتماعيه وركيزة بيئية وبالتالي فهي ثالث مدن في واحدة وهي: المدينة الافتراضية ((المعلوماتية)) والمدينة المعرفية والمدينة البيئية وتضم ثالثة عناصر هي المعلومات والبيئة والأفراد.

ويمكن تعيين ووضع تعريف غاية في الدقة للمدن الذكية، وهو الذي يوضح أنها مدينة تم اختراعها تستعمل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كافة مجالات حياتها، وذلك لتجويد نوعية الحياة فها، وكفاءة العمليات والخدمات الحضرية، والقدرة على المنافسة.

وفي هذا البحث سوف نتناول نموذجا فريد من نوعه ويكاد تكون المدينة الأكثر ذكاء في العالم وهي مدينة سونجدو الكوريا 

الموضوع

 

-الموقع الجغرافي لمدينة سونجدو

تقع المدينة في جنوب كوريا في الجهة البحرية للمنطقة الجغرافية المعروفة باسم إقليم ((Incheon))، قاموا بتطويرها للنمو في اقليم العاصمة، وذلك بعد المحنة  الاقتصادية التي ضربت كوريا عام2007  ، سعت كوريا  باحثة عن محرك للنمو والازدهار  الاقتصادي، وقامت بوضع استراتيجيه جديدة لمحور أساسي للأعمال التجارية الدولية، يكون مركزا نقديا ومركزا للتقنيات والعلوم والأبحاث، يهتم بالصناعات التقنية و المنتصبة على المعرفة، علي أساس أنها قوة دافعه للنمو والازدهار الاقتصادي الكوري، وتشتمل الاستراتيجية علي إقامة  ثلاثة محاور للنمو ساهم  في اقامتها وجود  مطار Incheon الدولي، وهي ((Songdo ,cheongra,yeongjong)) ، وتكون ثلاثة أقاليم اقتصاديه حره، لهذه المدينة أسماء متعددة منها ((المدينة الدولية او الذكية أو بوابه شمال شرق اسيا ))، وقد صارت المدينة علي نهج استراتيجيه التنمية لكي تهزم الظروف البيئية ، فقد وصلت الي ترتيب 122 من  146 في التصنيف البيئي لعام2005 ، وطبقا لوكالة الطاقة العالمية لعام 2005 تم وضع كوريا في التصنيف كواحدة من اعلى عشر دول في العالم في نسبة انبعاثات (غاز ثاني اكسيد الكربون)، وبلغت مساحه المدينة 945 هكتار، وتحتوي علي الكثير من المشاريع قيدت الانشاء منها ابراج توأمية تتكون من 151 دور فضلا عن مقاطعات الاعمال ، و مراكز تقنية وبحث وتطوير ومواقع ترفيهية.

سوف نعرض هذه التجربة الفريدة من نوعها من خلال التركيز على العناصر الأتية وتسليط الضوء على كل عنصر سريعا: -

1-مكونات المدينة: تحتوي علي اكثر من 450 هكتار تم تخصيص هذه المساحة الضخمة للمكتب، و 270 هكتار مخصصة كمساحات للسكنة، و 90 هكتار للأماكن التجارية، و 45 هكتار للمنتجعات الفندقية، و 90 هكتار للمناطق الفارغة العامة من حديقة عامة و متحف ومجمع ترفيهي و مدارس ومشفي، فضلا عن تمتع المدينة بنظام نقل عام مترابط،  وكان من المتوقع أن تفتتح ثلاث جامعات اجنبيه فروع لها في المدينة في الفترة ما بين 2011 و 2013 وهي ((جامعتان امريكيتان وجامعه بلجيكية))

عند الانتهاء من البناء سوف تصبح لدي المدينة قدرة استيعابية تقدر بحوالي 65 ألف مقيم فضلا عن300 ألف عامل.

 

 

2-التطبيقات الذكية: مثل

 -المنطقة التقنية بالمدينة تم إقامتها عام( 1998)، وتم الانتهاء من المجمع الصناعي للمدينة في سنة 2005، وتتضمن المقاطعة 5 أجزاء أساسية و هي ((مركز الإدارة الرئيسي، مركز ابحاث وتطوير ، معهد كوريا للتقنية الصناعية ،مركز ابحاث جامعه انشيون، مركز ابحاث جامعه اينها)) فضلا عن وجود 35 مركز ابحاث وتطوير للأعمال والمشاريع الخاصة مساحه تقدر ب 45 هكتار

-بيئة ذكيه إذ أقيمت المباني مع ترك مساحات خضراء، وذلك للتغلب علي انبعاث الغازات الضارة كثاني أكسيد الكربون، وكل المباني تستخدم الطاقة البديلة النظيفة غير الملوثة للبيئة، فضلا عن استخدام منظومة نقل صديقة للبيئة، إضافة الي استخدام كل التكنولوجيات الحديثة كأجهزة الاستشعار من بعد والحاسوبات الألية الموجودة على الطرقات للرصد والمتابعة، وكذلك توجد أجهزة الكمبيوتر داخل كل المباني لمتابعة استهلاك الطاقة، فالمدينة مطورة بالكامل وتعمل بتقنية LEED.

- توفير الخدمات عبر الشبكة : من خلال أجهزة الحاسوب، أصبحت حياة قاطنين المدينة وزوارها أكثر سهولة، حيث يمكنهم الوصول الى الخدمات المتنوعة في أي وقت وأي مكان بسرعة كبيرة جدا، و الخدمات الشبكية تغطي كل مجالات الحياه علي سبيل المثال لا الحصر(( نظام لأداره الكوارث بكل انوعها، منظومه للأمن والسلامة، تعليم الكتروني، رعاية صحيه عن بعد، التحكم الالي بحركة السيارات))

- التقنيات المستخدمة: تنعم المدينة بشبكات بنية تحتية فائقة التقنية، تنتشر في المدينة شبكات اتصال لا سلكيه تصل بين نظام نظم المعلومات الأساسية في الفعاليات السكنية والتجارية والطبية والحكومية.

-مراحل انشاء المدينة: تم بناء المدينة على ثلاث مراحل المرحلة الاولى من عام 2003 لعام 2009 تشمل البنية التحتية وانهاء المخطط العام، المرحلة الثانية من عام 2010 لعام 2014 تشمل انشاء الكثير من الفعاليات والمجمعات الصناعية المرحلة الثالثة من عام 2015 لعام 2020 تشمل اعمال الإتمام وتوفير النمو

-مميزات المدينة موضعها الاستراتيجي العالمي، وسهوله الوصول اليها، فهي قريبة من ثلث مقرات الاقتصاد العالمي ((الصين، اليابان، روسيا، ماليزيا))

 

 

 البنية التحتية للاتصالات والنقل والمرافق العامة، وجود مناخ رائع للأعمال وحياة أفضل، تعمل المدينة على تحفيز الاستثمار الاجنبي والشركات متعددة الجنسيات عن طريق الاعفاءات الضريبية، العزل التام بين استخدامات الارض في المدينة.

وانشاء هذه المدينة كان عبارة عن تعاون بين القطاع العقاري وجهات حكومية مثل هيئه المناطق الاقتصادية الحرة ومكتب تخطيط المناطق الاقتصادية الحرة وسلطه المناطق الاقتصادية الحرة، لكن قام بتطوير هذه المدينة شركه (Gale international) الأمريكية بالاتحاد والتنسيق مع شركه كورية، وتوضح لنا نموذج للتكاتف بين القطاعين العام والخاص وبين الحكومة المركزية والحكومات المحلية.

 


مبنى متعدد الاستخدامات فائق الكثافة في سونجدو. في الطابق الأرضي توجد قضبان، على الأقل سبعة hagwons، أو مؤسسات كرام خاصة، فوقها. (ليندا بون / سيتي لاب)

 

على طول شارع سونجدو العريض، تنتظم صفوف المباني السكنية

قد يستقر العديد من الذين يعملون في سونجدو في أجزاء أخرى من إنتشون، حيث السكن أرخص. يعيش البعض في سيول، مستفيدين من الحافلات السريعة بين المدن.

سؤال قد يدور في أذهاننا الأن

هل توجد خطورة من كثرة الذكاء المفرط للمدينة؟

إن منبع القلق والحيرة الوحيد الذي يدور في الأذهان هو إسراف وتخطي المدينة الذكية للحد المباح به والمقبول من التطفل والمراقبة الدائمة للحياة الشخصية وخصوصيات قاطنيها، فالسرية وأمن البيانات أوامر جوهرية لا يجب المساس بها أو التدخل فيها.

هل نجحت سونجدو في تحقيق أهدافها؟؟

كانت غاية سونجدو الأولي والأهم هي الوصول لحياة تتميز بأعلى معايير الجودة، ولكي نستطيع الحكم على تجربة سونجدو بالنجاح او الفشل، علينا أن ننظر بعين فاحصة، مدي جودة ونوعية الحياة التي يتمتع بها قاطنوا المدينة.

أخفقت مدينة سونجدو في إنجاز آمال وأحلام دولة كوريا الجنوبية، فقد تم بناء سونجدو من البداية سنة 2002 بتكاليف بلغت 40 مليار دولار، إلا أن هناك مصادر أوضحت أن سونجدو لم تكتمل نموها حتى الآن، فضلا عن أن عدد قاطنيها مازالوا أقل بكثير من الأعداد التي كانت متوقعة.

كانت كوريا الجنوبية تطمح في ضخ استثمارات دولية هائلة في مشروع مدينة سونجدو الجديدة، خاصة وأنها تقترب من ثلث الاقتصاد العالمي سابق الذكر، إلا أن هذا لم يحدث، فضلا عن أن السكان أطلقوا عليها مسمي ((مدينة أشباح)) أو ((سجن معزول)).

إضافة لما سبق اشتكى بعض قاطني المدينة من غلاء المعيشة هناك للغاية، وعلى الرغم من توفر مدارس ومستشفيات وجامعات والكثير من وسائل الراحة، إلا أنها غالية للغاية لا يتحملها كثير من السكان.

 

لعلك الأن تستطيع الحكم علي هذا النموذج الذكي ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا معيار أخر، هو نوعية السكان وحالتهم المادية، قد يكون هذا النموذج متوافق ومناسب جدا لفئة معينة من البشر دون الأخرى .

الخاتمة

كوريا الجنوبية بعد الأزمة الاقتصادية التي اجتازتها اتجهت الي بناء مدينة ذكية على نهج مدن المستقبل، بحيث تستند بهيئة كاملة على التكنولوجيا، مما جعل حياة قاطنيها أكثر سهولة ويسر وأعطي لهم فرصة خوض تجربة فريدة عالميًا.

على الساحل الشمالي الشرقي لكوريا الجنوبية تأسست مدينة (سونجدو)، ومن أهم ما يميزها التكنولوجيا الحديثة في كل مكان، كوجود أجهزة حاسوب في الشوارع، فضلا عن أن أبواب المنازل مزوده بإمكانية التحكم فيها عن بعد، مع إمكانية تعامل الجيران عبر محادثات الفيديو، إضافة لان المنازل مزودة بمزلقات هوائية تنقل القمامة من الوحدة السكانية لمكان تجمع القمامة لإعادة تدويرها وإنتاج وتوليد الكهرباء منها.

ونقلا عن الصحيفة البريطانية الشهير (ديلي ميل) ، أن بعد مرور 15 عامًا من بداية مشروع (مدينة سونجدو)، لم يتم اكتمال  إلا  حوالي نصف بناء المدينة ، لذلك قال عنها السكان  (السجن المهجور) و(مدينة الأشباح) محاكاة لمدينة تشيرنوبيل الأوكرانية.

أخفق مشروع المدينة الذكية الذي بدأ في سنة 2002، في إغواء الشركات العظمى رغم تضمنه أطول ناطحة سحاب في كوريا الجنوبية.

ومسئولين المشروع أعلنوا كثيرا عن وقت افتتاح المدينة، التي من مسمياتها أيضًا إضافة للأسماء أنفت الذكر (سونجدو انترناشيونال بيزنس ديستريكت)، فمرة يقولون في عام 2015، ومرة أخري في عام 2018، والآن يعلنون أن الافتتاح سوف يكون في عام  2022. وبدلًا من تخلي أصحاب المشروع عن اكمال هذه المدينة، والتي يعيش فيها حاليًا 70 ألف مواطن فقط، توجهوا إلى إغراء الأجانب مثل (البريطانيين والألمان والكنديين) بمميزات مثل الترويج لتمتع بالمنازل وكمالياتها التكنولوجية ومعيشية على الطريقة البريطانية والأمريكية الفاخرة، فهل يروقك لك الحياة في مثل هذه المدينة؟!

 

قائمة المصادر والمراجع

 

المرجع

المؤلف

جغرافية العمران

عبد العظيم أحمد عبد العظيم

أستاذ ورئيس قسم الجغرافيا

كلية الأداب – جامعة دمنهور

خصائص المدن الذكية ودورها في التحول الى استدامة المدينة المصرية

 أحمد نجيب عبد الحكيم القاضي

استاذ مساعد بقسم التخطيط العمراني كلية الهندسة – جامعة الازهر

محمد إبراهيم العراقي

مدرس بقسم التخطيط العمراني كلية الهندسة – جامعة الازهر

مقال منشور

أليشيا بولر

كاتبة أميركية

مقال منشور

ليندا بون كاتبة في CityLab تغطي العلوم والتكنولوجيا الحضرية، بما في ذلك المدن الذكية وتغير المناخ. غطت في السابق الصحة العالمية والتنمية لمدونة Nats's Goats و Soda.

 

 

 

 

 


مهندس مساحة وخرائط وكاتب ومحرر أخبار أعمل لدي موقع رؤية جغرافية وأقدم العديد من الخدمات للطلاب والمساحين وللتعرف علي تلك الخدمات اذهب الي صفحة خدماتي

إرسال تعليق